سطر السودانيون بداية جديدة لتاريخهم بالتوقيع على أغلى وثيقة تمهد الطريق لتسليم السلطة الى هيئة انتقالية جديدة غالبيتها من المدنيين بعد حراك انتهى بإسقاط نظام استمر لـ30 عاماً. ووقعت قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري بالأحرف الأولى على الإعلان الدستوري أمس. ووقع من جانب العسكري نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو وعن التغيير أحمد ربيع, فيما تتم مراسيم التوقيع النهائي في 17 أغسطس بحضور إقليمي ودولي.
وتوقفت الأذهان لبرهة مسترجعة قصة ثورة بلغت مداها وذروتها بإسقاط الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل قدم فيها السودانيون كل ملامح الصمود والتضحيات الممهورة بالدماء وإضاءات الشهداء والجرحى والمفقودين. ففيما أنهى الطرفان بقاعة الصداقة بالخرطوم التوقيع امتلأت شوارع الخرطوم والمدن الأخرى حتى فاضت، احتفالاً بالتتويج التاريخي. وشهد مراسم التوقيع الوسيط الأفريقي والإثيوبي وسط تصفيق عالٍ للحاضرين ورفع الجميع علامة النصر المعروفة لدى السودانيين.
ومن جهته كشف القيادي بالتغيير حيدر الصافي لـ(الإنتباهة) عقب التوقيع عن مشاروات ستجري بين المجلسين السيادي والوزراء لتكليف رئيس للقضاء لأداء القسم أمامه لحين تكوين مجلس القضاء العالي, ونبه في ذات الوقت الى عدم حسم قضية تعيين ولاة الولايات.
وقال الوسيط الأفريقي محمد الحسن لباد لـ(الإنتباهة) إن الطرفين اتفقا بشأن الجنسية المزودوجة على أن بعض الوظائف لا تقبل ازدواجية الجنسية, وأضاف ” الطرفان اتفقا على أن الكثير جداً من الكفاءات الوطنية هاجرت وطُردت من الوطن واستقرت في الخارج ولضرورات بقاء معاشها تجنست. وأشارو الى أن البلاد في حاجه إليهم”.
وفي غضون ذلك كشفت مصادر قريبة من الملف للصحيفة عن تشكيل 4 مفوضيات بواسطة المجلسين هي (السلام –الحدود – الانتخابات – الدستور), مع تسمية مجلس الوزراء للبقية وأن تكون مستقلة وفق قانون يصدره المجلس التشريعي.
وفي سياق متصل، دعا الوسيط الأفريقي السودانيين أن يبقوا أوفياء لروح الثورة المجيدة والأطراف ، إلى ضرورة الوفاء لروح الثورة ورعاية واحترام المنظومة الأمنية والدفاعية, والاعتناء (بكنداكات) السودان.
وفي السياق نفسه ذكر نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو أن التوقيع على الوثيقة الدستورية طوى صفحة عصيبة من تاريخ السودان ساد فيها التناحر والاقتتال. وأضاف “التوقيع يمثل انتصاراً للإرادة الوطنية”، وأكد أن الطرفين الموقعين سيعملان بروح الفريق الواحد من أجل الوطن والمواطن. ومضى بالقول ” لن يهدأ لنا بال حتى يتحقق القصاص العادل من كل من ارتكب جرماً في حق الوطن والمواطن”.
وفي غضون ذلك قال القيادي بالحرية والتغيير عمر الدقير، إن التوقيع يمهد الطريق لتشكيل هياكل السلطة الانتقالية حسب الجداول الموضوعة، موضحاً أن التحقيق العادل والشفاف لكشف قتلة الثوار سيكون من أولويات الفترة الانتقالية.
وفي سياق موازٍ، أوضحت مصادر ذات اطلاع واسع، أن الدول الغربية والولايات المتحدة ودولتان خليجيتان (السعودية –الإمارات) بذلوا جهوداً كبيرة خلف الستار لحث الجانبين للتوصل لاتفاق مع وعد قاطع بمساعدة السودان.
الخرطوم: اميرة الجعلي
صحيف الإنتباهة