الحزب الشيوعي أكثر حزب بعد الجبهة الأخوانية اشترك في سفك دماء الشعب السوداني

*تنوير حول موقف الحزب الشيوعي*

الحزب الشيوعي حليف لنا في جبهة الحرية والتغيير، وكان له دوره في المواكب منذ ديسمبر، ومواكب السادس من أبريل 2019م، وفي الاعتصام التاريخي.
لقد أجمع الشعب السوداني خاصة قوى الثورة على إدانة الممارسات العنفية الجائرة لا سيما مجزرة فض الاعتصام في الثالث من يونيو، وإدانة تقرير اللجنة الرسمية عن تلك الأحداث الدامية، وتناقض ذلك مع ما اتفق عليه من تكوين لجنة وطنية مستقلة.
كما أدان الشعب السوداني بأقوى العبارات مجزرة الطلبة الأبرياء العزل في الأبيض في 29/7/2019م.
هذه التعديات على حرمة الدم السوداني مسؤول عنها ولاة الأمر مهما كان الفاعل المباشر، والحقيقة سوف تثبتها اللجنة الوطنية المستقلة.
هذه التعديات مبرر إضافي لضرورة إنهاء الفترة الاستثنائية الحالية التي ينفرد فيها المجلس العسكري بولاية الأمر، لكي تقوم السيادة المشتركة، والحكومة المدنية، والهيئة القضائية المستقلة. أهداف لا يمكن بلوغها إلا عن طريق التفاوض الذي يرعاه الاتحاد الأفريقي حالياً.
الحزب الشيوعي شذ وأعلن موقفاً يدين فيه التفاوض ويهرع للتصعيد الشعبي. هذا استهتار بالمصلحة الوطنية.
الحزب الشيوعي أكثر حزب بعد الجبهة الأخوانية اشترك في سفك دماء الشعب السوداني في مجزرة الجزيرة أبا وودنوباوي التي سفكوا دماء العزل فيها بالطائرات والدبابات تحت شعار رفعوه سموه العنف الثوري، واحتفوا بالخلاص مما سموه التنظيم الرجعي الأول، ونادى بعضهم بتصفية المعتقلين المتحفظ عليهم فهتفوا: لا تحفظ بل إعدام، وتغنوا لبطشهم بعبارات: انت يا مايو الخلاص، يا جداراً من رصاص!
ودأب هذا الحزب على عرقلة المسيرة الوطنية أكثر من مرة:
– عندما غيرت القيادة المصرية موقفها من القضية السودانية ووجهت الدعوة للإمام عبد الرحمن للتفاهم حول المصير الوطني، استنكر الحزب هذه الخطوة وتغنوا: يا نجيب أتاريكا، المهدي جاييكا، دايرين تبيعونا.. للانجلو امريكا! بينما اتفاقية المهدي نجيب التي استنكروها كانت الممهدة للاتفاقية المصرية البريطانية التي أدت لاتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير في السودان في 2/2/1953م، ما فتح الطريق للاستقلال. عارض الحزب الشيوعي الاتفاقية التي فتحت الطريق للخلاص الوطني.
– من حقهم أن يتظلموا من حل حزبهم وطرد نوابه من البرلمان في 18/11/1965م، وقد كان الحدث نتيجة لانفعال ساسة أججوا الشارع، ولكن الإجراء كان مدنياً سلمياً لم تزهق فيه نفس واحدة. وقد سعت لجنة للوساطة لتجاوز الأزمة الدستورية المتمثلة في التضارب بين اختصاصات السلطات: التشريعية التي اتخذت قرار الحل، والقضائية التي أبطلته، والتنفيذية التي ساندت حق الجمعية التشريعي؛ وقد توجت مجهودات الوساطة باجتماع القصر الجمهوري في 13 مايو سنة 1967م وصدر عنها بيان للرأي العام، إلا أنهم لم يتجاوبوا مع الخطوة ومضوا في تكوين لجنة لمكافحة مشروع الدستور الدائم التي كان يتجه للنص على الأسلمة، ثم اشتركوا في انقلاب مايو الذي أطاح بالشرعية الدستورية بالأساس.
– وأثناء مسيرتنا في معارضة النظام البائد اجتمعنا نحن في نداء السودان وهم في قوى الإجماع وقررنا تقديم مذكرة في 17/1/2018م يقدمها موكب حاشد مشترك. ولكن الحزب الشيوعي مارس دوره المعهود في الشذوذ للكسب الشعبي، فسيروا موكباً حزبياً منفرداً في 16/1، وقدموا لذلك عذراً أقبح من الذنب: قالوا إن وحدة حزبهم في الخرطوم هي التي قامت بهذا الإجراء الشاذ، وهم حزب مركزي القيادة بصورة تفوق أية طائفة، بحيث يطرد فوراً من قال برأي مخالف، وقد طردوا عشرات الأطباء. وفصلوا قيادياً مرموقاً كدكتور الشفيع خضر بأعذار واهية.
– وها هم الآن يهرعون لمعارضة التفاوض الهادف للخلاص الوطني بدون أي بديل بناء سوى المتاجرة بالشعارات.
الأحزاب الشيوعية في كل العالم أجرت مراجعات لصالح الديمقراطية، واستصحاب النافع من الرأسمالية، وإيجابيات الوطنية كما في الصين، وفيتنام، والأحزاب الأوربية. أما الشيوعي السوداني فمتمترس في ماضيه. وقد حاول رئيس حزب الأمة نصح قيادته منذ كان الجميع في سجن كوبر في عام 1989م، فأبوا النصح واستكبروا استكباراً، ولكن بعد فوات الأوان قال له المرحوم محمد إبراهيم نقد أعتذر لك عن هذه السلبية. حقيقة ذكرها في تأبينه رحمه الله.
إن الذين يريدون عرقلة المسيرة الوطنية الآن هم طرفا نقيض في الجسم السياسي السوداني: الأخوانيون لأنهم يريدون توظيف الفشل للردة نحو نظامهم المباد. والشيوعيون لأنهم يصطادون شعبية زائفة وربما مهدت الطريق لمغانم انقلابية. طرفا النقيض هذين ضد الديمقراطية لأنها تظهر حجمهم الحقيقي، ولا ولاية لهم إلا عبر الدبابات. يلدغون من جحر واحد مرات، فالدبابات بعد أن تقضي على خصومهم تقضي عليهم:
ومن يجعل الضرغام بازاً لصيده تصيده الضرغام فيما تصيدا
علينا نحن معشر القوى الوطنية، الحاضن الحقيقي للثورة، مواصلة الحوار بجدية، وترك الحزب الشيوعي لمصير: فالمنبت لا أرضاً قطع ولا ماء أبقى.
وفيما يتعلق بالاحتكام للشعب، علينا حشد القوى الشعبية لإدانة هذا العبث، والإسراع بالانتخابات العامة لوضع الفقاقيع في حجمها.
هنالك عدد كبير من المنتمين لطرفي التطرف الأخواني والشيوعي يرجى أن يجهروا بمواقفهم الواضحة ليشاركوا في بناء الوطن، وطن السلام والحرية والتنمية، لكيلا يسمحوا للحرس القديم اليابس أن يضرهم ويضر الوطن أجمع.

Ghazy Elbadawey
فيسبوك

Exit mobile version