يحكى أن رجلا كان في مجلس من مجالس القرية ، فشجر نزاع بينه ، ورجل يملك ( جرن) كبير في مزرعته . ( الجرن ) بضم الجيم ، هو المكان الذي يجمع فيه المزارعون حصاد زروعهم سواء كان في سنبله أو بعد إستخلاص الحبوب . وقد يطلق إسم الجرن على الحصاد المجموع .
عندما إشتد غضب الرجل قال لصاحب الجرن : ( و الله جرنك المعززك فينا دا إلا نحرقه ليك ) . ثم علت الأصوات و إنفض المجلس ، و الكل يعاتب الرجل على ما قال . فندم الرجل و حكى ذلك لأبيه . فقال له أبوه : يا بني : خذ حربتك و هيا نحرس الجرن هذه الليلة ، فقد يستقل أحد أعداءك أو أعداء هذا الرجل ما قلت ، فيحرق الجرن ، و ينسب ذلك لك . فحمل الرجل حربته و كذلك فعل أبوه و ذهبا لزرع الرجل و سهراء لحراسته . فقبضا عددا من الرجال ، كلهم يحمل نارا يريد حرق الجرن ، فإن لم يبيت الرجل و أبوه في الزرع لأصبح ( الجرن) رماد ، و لكان ذلك الرجل هو المتهم الأول .
أذكر هذا ، و قد ظل أعداء الإسلاميين ينسبون كل فعل يخشون عواقبه ، لما يسمونه ( كتائب الظل ) مستقلين القول الذي يسندونه للأستاذ/ علي عثمان محمد طه ، في أواخر عهد الإنقاذ ، و هو جاهزية كتائب الظل لمواجة الخطر الذي يهدد البلاد
عندما يقوم أعداء الإسلاميين ببعض الأعمال و يرون أنها ذات خطر عليهم أو يهمون بالقيام بها ، يرمون بها ما يطلقون عليه ( كتائب الظل ) ، و أحيانا يقولون ( كتائب الكيزان ) أو ( عمل الكيزان ) و يريدون بذلك أن ( يضربوا عصفورين بحجر ) كما يقول المثل :
أولا : صرف الناس عن الفاعل الحقيقي ، و السبب
ثانيا : التحريض على تصفية الإسلاميين . حتى إن و قعت الفتنة بين الإسلاميين و الأجهزة الرسمية لدرجة إراقة الدماء ، فرحوا بها و هللوا
أنا هنا لا أريد تفسير ما يعنيه الأستاذ/ علي عثمان بعبارة ( كتائب الظل ) فهو الأولى بتفسير قوله . و لكني أود تأكيد الآتي
(1) ليس للإسلاميين كتائب خارجة عن القانون ، و أضيف أن كل المجاهدين ، بمن فيهم من نال تدريبا عاليا أمثال ( الدبابين ) ، نالوا ذلك التدريب عن طريق الموسسات الرسمية ،( الدفاع الشعبي ، الشرطة الشعبية ، الخدمة الوطنية ، القوات النظامية ) و كانوا يتحركون تحت قيادة تلك القوات النظامية ، و بمنتهى الطاعة لتعليماتها ، إذ لم يكونوا في حاجة للعمل خارج إطار القانون ، لأنهم كانوا أهل السلطة في الدولة
(2) إن التدريب العسكري ، بمختلف أنواعة كان مفتوحا لكل أفراد الشعب السوداني ، إلا من أبا . فإن كان الإسلاميون أكثر عددا في تلك الكتائب ، و أكثر تحملا لمشاق التدريب المتخصص و المتقدم ، فلأنهم كانوا يشعرون أن عليهم واجب الجهاد لحماية أرض السودان ، و مشروعهم الإسلامي
(3) إن الإسلاميين ، بمختلف جماعاتهم ، و مؤسساتهم ، الآن أكثر حرصا على إستقرار السودان ، و سلامة شعبه و أرضه ، و من ثم قيام النظام الديقراطي الذي يتم التنافس فيه بشرف و أمانة ، و يتم تداول السلطة فيه سلميا و لهذا أقول إنهم أكثر إستعدادا لحماية السودان ، أرضا و شعبا ، و ذلك إذا ما تم إستدعاءهم من قبل السلطة الحاكمة ، سواء كانت مدنية أو عسكرية
في الختام :
أقول ما قلته في كثير من منشوراتي : أرجو الإبتعاد عن الإتهامات المرسلة ، كما أرجو أن تكون هنالك لجان ضبط و تحقيق محايدة و نزيهة ، و محاكمات علنية في كل حادث ، و ليبدأ الصبط و التحقيق من مصدر الإشاعة و ناشرها ، و من ثم تتم معاقبة من تثبت إدانته ، أو تتم معاقبة الكاتب و الناشر ، إن كان الإتهام كاذبا ، علما بأن الإسلاميين ليست بيدهم الآن السلطة لإيقاف أي عمل عدلي ضدهم .
و الله المستعان
يوسف محمود عبدالقادر
نيالا – 2019/7/20م
فيسبوك