ويتوالى حصد الأرواح وإراقة الدماء السودانية العزيزة من أولئك الذي تسول لهم أنفسهم المريضة بأن بإمكانهم حكم هذا الشعب والتحكم في رقاب أفراده رغماً عنهم، وهو زعم وأمنية إن كان بالإمكان تحقيقها في أي شعب آخر ولكن في هذا الشعب تصبح عصية ومستحيلة على التحقيق
قبل يومين حصدت أيدي الغدر والخيانة بدم بارد أرواح أبنائنا الطلاب في الأبيض لا لشيء إلا لأنهم احتجوا على انعدام الخبز وزيادة تعرفة المواصلات وفرض رسوم إضافية إلى طلاب الشهادة في مرحلة الأساس، وارتقت إلى بارئها عدد من الأنفس الطاهرة والأرواح البضة التي ندخرها لمستقبل الأيام، حصدتهم أيادي الغدر لا لشيء سوى مطالبتهم بالعيش بكرامة في وطن أحبوه .
لقد قمنا بتذكير مجلس الخيانة والغدر وتنبيه أعضائه ونحن نرى تعاملهم اللين الهش مع مليشيات ورموز النظام السابق وقلنا لهم إن عدم تفكيك هذه الكيانات الدموية التي تتبع لسدنة النظام السابق سوف يدخل هذه البلاد في نفق مظلم ولم نكتف بذلك بل حملنا المجلس المعني مسؤولية أي روح تزهق أو دم يراق نتيجة (ليونته) تلك، وقد كان ذلك قبل المجازر التي شهدتها البلاد واستشهد فيها عشرات من خيرة أبناء وبنات هذه البلاد.
وبعد أن وقع (الفاس في الرأس) وتحقق ما نبهنا إليه فإننا نحمل المجلس هذا كافة المسؤولية عن أي دم يهدر فهو المسؤول الأول أمام الله وأمام هذا الشعب طال الزمن أم قصر ولن يفلت من العقاب أحد من خطط ومن أمر ومن نفذ فكلهم شركاء في الجريمة .
لقد تأكد لهذه الفئة الضالة المضلة الفاسدة المفسدة التي كانت تحكم البلاد بأن ريحها قد ذهب وأنه ما عاد لها مكان في هذه البلاد وأن هذا الشعب الطيب قد كشف ألاعيبها وتجارتها بالدين ولهذا فقد أصابتها لوثة الانتقام والقتل والتدمير خاصة أولئك الذين كانوا منهم يتنعمون بسطوة السلطة وبريق المال دون وجه حق .
سوف يظل الصراع مع أذيال النظام المدحور طويلاً بعد أن (أرخى الحبل) لهم مجلس الخيانة والقدر وجعلهم ينظمون صفوفهم ويجتمعون في العلن ويخططون وينفذون ما شاء لهم من عمليات القتل، والحال هكذا من المتوقع سقوط المزيد من القتلى والجرحى فهذا الشعب الأعزل المسالم عندما اشتدت به الخطب وادلهمت به الخطوب قد تلفت يمنة ويسرة فلم يجد (جيشا) يحميه ولم يعد يسمع ويرى له (جيشاً) وقوات مسلحة إلا عند الإعلان عن محاولة انقلابية !
قديماً قال العلماء إن الحق لا بد أن تسنده القوة ولقد كانت قوتنا في قواتنا المسلحة، في خريجي (عرين الرجال) فقد كانوا ظهر الشعب الذي يحتمون به وملاذهم المنجي من كل هول وأداة الفعل الحاسم لأي (كده وكده) غير أن هناك من خطط لتدمير هذا الصرح وجعله أثراً بعد عين وهل هناك تدمير أكثر من اعتراف (رئيس أركان الجيش) بأنه (منظم) وأنه يتلقى أوامره منذ أن كان ملازماً من (زيد وعبيد) وهم (مدنيون) مش كلام عجيب !!
كسرة :
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.. افتقدناك يا قواتنا المسلحة !
كسرة ثابتة :
فليستعد حرامية هيثرو وبقية القتلة واللصوص
أخبار التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنوووووو
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة