تواصلت اليوم الأربعاء الاحتجاجات بالسودان على مقتل طلاب برصاص قوات الدعم السريع في مدينة الأبيّض قبل يومين، وأعلن الحزب الشيوعي أنه لن يشارك في المفاوضات مطالبا بحل جميع المليشيات المسلحة بما فيها “الدعم السريع”.
وخرجت مظاهرات في عاصمة البلاد، وفي زالنجي (عاصمة ولاية وسط دارفور) غداة أخرى ليلية خرجت في الخرطوم رافعة شعارات تندد بأعمال القتل، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها.
وتظاهر المئات في شوارع مدينة الأبيض، وهتفوا “الدم بالدم لا نقبل الديّة” ثم تجمعوا في ميدان قرب مقر الجيش وسط المدينة.
وفي وقت سابق، أعلنت لجنة الأطباء أن مواطنا توفي متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس خلال أحداث الأبيّض بولاية شمال كردفان جنوبي البلاد أول أمس، ليرتفع عدد القتلى إلى ستة.
الحزب الشيوعي
من جانب آخر، قال السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في مؤتمر صحفي “لن نواصل الخوض في هذا المسار، ولن نشارك في المفاوضات الجارية ولن نشارك في أي من مستويات السلطة الانتقالية. سيعمل الحزب على مواصلة النضال مع الجماهير وتصعيد حركة الشارع لاستكمال المشوار وتحقيق التغيير الجذري”.
وطالب “الشيوعي” بحلّ جهاز الأمن والاستخبارات وكل المليشيات بما فيها قوات الدعم السريع، معلنا رفضه استيعاب القوات الأمنية التابعة للجهاز في قوات الدعم السريع.
كما اعتبر الحزب أن “قوى التمكين ما زالت تهيمن على أجهزة الدولة بما فيها الأجهزة العدلية التي تعمل على تقويض العدالة”.
كما اتهم المجلس العسكري بأنه امتداد للنظام السابق، وأن الحلفاء الإقليميين (دون تحديد) للمجلس يقدمون له المساعدة والإغراءات، واتهمه بأنه يعمل على إبقاء القوات المسلحة في اليمن من أجل محور معين وليس للسلام، حسب تعبيره.
ومساء أمس دعا تجمع المهنيين إلى مظاهرة مليونية سماها “القصاص العادل” غدا تنديدا بأحداث الأبيّض، مضيفا في بيان أن الاحتجاج سيكون تحت شعار “مقتل طالب مقتل أمة” وسينظم في العاصمة وباقي المدن بمشاركة قادة قوى التغيير.
كما رفض التجمع تشكيل والي شمال كردفان لجنة تقص للحقائق، قائلا “الأدلة على الفاعلين واضحة وكثيرة”.
وحملت قوى التغيير المجلس العسكري مسؤولية أحداث الأبيّض، وأعلنت في بيان تمسكها بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم كافة، وبالحق في التظاهر والتجمع والاعتصام.
وفي أحدث ردود الفعل الدولية، ندد المبعوث الأفريقي إلى السودان محمد الحسن لبات بقتل الطلاب في الأبيض، وطالب بمحاكمة المسؤولين.
وخرجت مظاهرات غاضبة أمس في مدن عدة تنديدا بمقتل الطلاب، وقد حمل متظاهرون بالخرطوم صور الضحايا ورفعوا شعارات تندد بأعمال القتل وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها، كما خرجت مظاهرة احتجاجية في الأبيّض نفسها.
وأعرب الاتحاد الأفريقي عن إدانته الشديدة لمقتل الطلاب في الأبيّض، وطالب بتقديم الجناة للعدالة.
في المقابل، قال رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان إن ما حدث بالأبيّض مؤسف، وإن الصورة لم تتضح بعد بشأن من أطلق الرصاص، مشيرا إلى أن المظاهرات خرجت عن هدفها، وأن المتظاهرين هاجموا بنوكا وأسواقا.
وأضاف البرهان -خلال مقابلة مع تلفزيون السودان- أن بعض القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير شاركت فيما سماه الانقلاب العسكري الأخير.
الجزيرة