*سُئلت عن ثلاثة أقرأ لهم..
*وكان ذلك قبل أعوام خلت..وقد (خلت) ساحتنا الصحفية من الإبداع؛ إلا قليلاً..
*فقلت إن الذين أقرأ لهم كُثر..في صحائفنا المحلية..
*ولكن الذين أقرأ لهم – طَرِباً – هم من يكتبون بفن..والصحافة ضرب من الفنون..
*وعددهم – للأسف – لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة..
*ومنهم زميلي الآن – وجاري بأخيرة هذه الصحيفة – محمد عبد الماجد؛ الفنان..
*أو جاري حتى هذه اللحظة..وإلى (حين)..
*وكل من يبدع في مجالٍ عماده الخيال الخلاق فهو فنان..
*ولا يجوز قصر صفة فنان على المطرب فقط..رغم إنه يصح إن كان (فناناً)..
*فالفنانون كثيرون؛ في مجالات إبداعية عديدة..
*فالرسام المبدع فنان؛ وكذلك الممثل..والمخرج..والإعلامي.. والكاتب..
*ومن أولى شروط الفن – وأهمها – البعد عن الرتابة..
*وأستاذنا للفنون بثانوية حلفا – محمد شريف- كان فناناً..ويلخص الفن بفن..
*ومن أوجه هذا التلخيص ضربه مثلاً بأغنية (الوسيم)..
*فهذه الأغنية لعميد الفن أحمد المصطفى – يقول – ذات فن مذهل؛ كسراً للرتابة..
*والرتابة هي المدخل للملل..للسأم..للنعاس..
*وضرب مثلاً مقابلاً بأغنية أخرى؛ قال إنها أشبه بوقع عجلات قطر على قضيب..
*ورتابة صوت القطار يمكن أن تدفع إلى النوم..
*تماماً مثل أهازيج هدهدة الأطفال؛ دفعاً لهم إلى النوم..من قبيل (يا النوم تعال)..
*ويدفعني إلى النوم – هذه الأيام – أداء مراسلة قناةٍ عربية..
*فرغم إنها من المميزات صحافياً – بالداخل – إلا أن إفاداتها التلفزيونية مملة..
*بل قد تنافس وقع عجلات القطار جلباً للتثاؤب..
*فهي تبدأ بوتيرة – ورتابة – واحدة إلى أن تنتهي؛ صوتاً..وأداءً..و انفعالاً..
*تماماً كخطب علي عثمان التي (تمشي على القضيب)..
*بينما خطب شيخه الترابي – والخطابة السياسية فن أيضاً – تُطرب كما (الوسيم)..
*تُطرب بغض النظر عن التوافق – أو التعارض – الفكري..
*وأغنية العميد هذه قد يطرب لها من لا يفهم كلماتها؛ من غير الناطقين بالعربية..
*بقي أن أقول إن سبب كلمتنا هذه – أصلاً – الكهرباء..
*ليس لأي فن (متصل) بها؛ بل جراء كلمة لمحمد أمس عن (عدم اتصال) تيارها..
*فهو قد كتب عن هذا القطع (الممل) بفنٍّ مبدع..
*وهو القطع الذي حرمني البارحة من كتابة كلمتي؛ بسبب (تواصله) اليوم كله..
*تواصل القطع لا التيار طبعاً؛ منذ الصباح وحتى المساء..
*ولكني كتبت خاطرة على صفحتي – بالفيس بوك – صباحاً؛ من خمسة أسطر..
*وخلاصتها أن مسؤولي الكهرباء الآن يتعمدون القطع هذا؛ ربما..
*وما ذاك إلا لأنهم من فلول الدولة العميقة..
*فيعملون – تبعاً لذلك – ضد الثورة..وضد العسكري..وضد الناس أجمعين..
*وهدفهم تأليب الشعب ضد الوضع الثوري الراهن..
*وأن تتعالى من ثم نغمة (يا حليل الإنقاذ..وأيامها..وقطوعاتها المعقولة للكهرباء)..
*ويشجعهم على ذلك أن كل شيء بات رتيباً الآن…وبلا فن..
*خطب العسكري..خطوات الثورة..هتافات الشارع..وتجمعات الحشود المصنوعة..
*كل شيء أضحى كوقع عجلات القطار على القضيب..
*كل شيء أمسى كأنك تقرأ لإسحاق..لا محمد عبد الماجد..
*كل شيء صار – كما يشتهي فلول الإنقاذ – مملاً..وسمجاً..وكئيباً..و(قاتلاً)..
*حتى الرصاص !!.
صلاح الدين عووضة – بالمنطق
صحيف الإنتباهة