اشتهر جون قرنق بأنه رجل صاحب نكته و بديهة حاضرة، رغم قيادته لأشرس حرب اهلية في تاريخ السودان ، مات فيها و بسببها مئات الالاف من الجنوب والشمال ، استمرت هذه الحرب دون انقطاع من عام 1983 الى عام 2005 وانتهت بإتفاقية تمت برعاية امريكية صارمة .
عاد قرنق الى الشمال ( الخرطوم ) و اجتمع مع غرمائه ( البشير و زمرته ) في اول اجتماع لمجلس الوزراء بعد الاتفاقية ، رأس البشير ذلك الاجتماع فحمد الله وشكره على الوصول الى اتفاقية نيفاشا وتعهد بتنفيذ الاتفاقية و احلال السلام بين الجنوب والشمال.
كانت ظلال الحرب ما زالت مهيمنة على نفوس المجتمعين والعداوة الطويلة والمريرة تقبض على انفاسهم .
جاء الدور على قرنق ليخاطب ذلك الاجتماع الغريب ، فإستأذن من المجتمعين ( ممكن يا جماعة أحكي نكته ) نظر البشير الى قرنق ثم التفت الى زمرته وفيهم علي عثمان و نافع و بكري حسن صالح و غيرهم و رد عليه بإستغراب ( تفضل أحكي نكته )
و بدأ قرنق في سرد نكته عجيبة بلهجته العربية الجميلة فقال إن ثلاثة رجال قابلوا الله ، فطلب الاول منهم ان يعطيه الله ( حكمة مال دنيا كله ) فأعطاه الله ( حكمة مال دنيا كله ) كان ذلك الشخص هو لقمان الحكيم ، و طلب الثاني ( مال مال دنيا كله ) فأعطاه الله ( مال مال دنيا كله ) كان ذلك هو قارون ، وواصل قرنق في سرده الجميل و قال إن الشخص الذي كان معهم ( سوداني ) فقال الله في سره ( الحكمة راحت والمال راح ، السوداني دا يكون عاوز شنو ) فسأله الله ( و انت يا سوداني عاوز شنو ) فرد السوداني ( أنا جيت مع الناس ديل ساى ) .
وضجت القاعة بالضحك ، ولكن قرنق قطع عليهم الضحك بصرامة قائلا ( يا جماعة الاتفاقية التي وقعناها دي ما جات ساى ) لقد مات دونها مئات الالاف وتشرد ملايين ونحن مش حا نسمح انها تروح ساى ، سنحرص على تطبيقها حرفا حرفا .
خرج قرنق من ذلك الاجتماع و لم ير وجوه غرمائه بعدها ابدا ولكن تلك الاتفاقية تم تنفيذها حرفا حرفا وسطرا سطرا
الآن ثورة ديسمبر والتي مات دونها مئات الاشخاص وجرح فيها الالاف وعشرات النساء تعرضن للأعتداء والإهانة و تشرد دونها الالاف ، فيجب الاء يعتقد القوم أنها ( جات ساى ) .
والله المستعان
بابكر عثمان
فيسبوك