لتتقبل الفكر الشيوعي لابد ان تعبئ جوفك خمرا وتملأ فمك تمباكا وتغيب عقلك بالمخدرات وتغبش رؤيتك بسحائب دخان التبغ.
المرة الاولى التى التقيت فيها الشيوعيين كانت خلال فترة معسكرات العمل الصيفى التى كونتها الجبهة الديمقراطيه فى بداية انقلاب مايو لبناء الفصول الخوامس والسوادس بعد تغيير السلم التعليمى وكان مركز معسكرنا مدرسة الخرطوم الثانويه الجديده وكل طلاب المعسكر كانوا شيوعيين ماعدا شخصى وطالب آخر من ابناء الكلاكله القلعه وكلانا ندرس فى ثانويات اخرى والبقية كلهم طلاب فى الخرطوم الجديده وقد كانوا ميسورى الحال ليسوا فقراء مثلى (بلوتاريا)ولاول مره اقف على كراهية الشيوعيين لاهل غرب السودان حيث كانوا محور تندرهم وسخريتهم وكانوا يدخنون ويتعاطون التمباك وبعضهم يتناول الخمر وقلة تدخن البنقو كما كان الحال فى ساحة الاعتصام فهم بهذه الوسائل يستطيعون بسهولة السيطرة على عقول الشباب ماركة م ن للزج بهم فى المغامرات والاعمال المتهوره معلومة النتائج ليتفاخر بعدها قادتهم بانهم مصادمون ولايتراجعون مثلما يتلاعبون هذه الايام بشباب الثوار ويدفعون بهم للموت ليتباكوا هم على الارواح البرئيه ويضمونها الى رصيدهم النضالى البائس.
يحارب الشيوعيون الدين صراحة ففى الفترة التى حكموا فيها السودان والتى ربما تجاوزت العام بقليل قبل ان يطيح نميرى بالثلاثى فاروق حمد الله وبابكر النور وهاشم العطا الغوا مادة التربية الاسلاميه وقالوا انها مادة ثقافيه وليست منهجا دراسيا فالمنهج الذي يجب ان يدرس هو الفكر الماركسى والدفعة التى جلست لامتحان الشهاده السودانيه عام 1971 لم تمتحن تربيه اسلاميه ولاقرآن وبعد الاطاحة بالثلاثى اعيدت حصص الدين للجدول ولكن حصتان فقط فى الاسبوع .
وتاكيدا لحربهم على الدين كانت مجازر الجزيرة ابا وقتل الالاف من الانصار العزل وحرق طلاب خلاوى القرآن بمسجد الهجرة بودنوباوى لا لسبب الا لان نميرى طلب من امام الانصار تاييد الانقلاب فرد عليه ان ذلك ليس ممكنا مالم يزيل الواجهة الشيوعية لانقلابه فخرجت مواكبهم تهتف راس الهادى مطلب شعبى.
غير الشيوعيون السلم التعليمى والمنهج وكانت بداية انهيار التعليم فى السودان كما دمروا التعليم الفنى باغلاق الكلية المهنيه العليا واضعاف المعهد الفنى وقد كانت هاتان المؤسستان تخرجان افضل المهندسين على مستوى العالم وجاؤا بسياسات التاميم والمصادره واصابوا الاقتصاد السودانى فى مقتل بعد ان حاكموا رجال الاعمال والتجار السودانيين محاكمات جائره وفقدت صادرات السودان الاسواق العالميه وخربوا المشاريع الزراعيه ببرنامج الاصلاح الزراعى الكاذب ويجهل الجيل الحالى والذى سبقه ان اللوارى البدفورد كان يتم تجميعها فى السودان منذ بداية الستينات وكل الشركات العالميه كان لها وكلاء ومكاتب بالسودان بل ان بورصة القطن العالميه كانت تفتتح فى طوكر التى كان يشد لها الرحال مدراء اكبر شركات الغزل والنسيج فى العالم كل ذلك دمره الشيوعيون فى عام ونيف وبعد ان غل نميرى ايديهم بعد خراب مالطا نفذوا انقلاب 19 يوليو المشؤوم والذى كان شؤما عليهم قبل غيرهم تحت مسمى الثورة التصحيحيه ليتم لهم اكمال تدمير السودان ولكن الانقلاب فشل بعد ثلاثة ايام وعاد نميرى وفتك بهم كانما الله اراد ان يقتص للابرياء الذى قتلوهم غدرا وغيله ولكنهم فى هذه الثلاثة ايام ذبحوا اكثر من ثلاثين ضابطا من خيرة ضباط القوات المسلحة وقادتها فماذا يرجى من حكم هؤلاء؟ وهل يدرك الشباب المغيب الذى يتلاعبون به هذه الحقائق عنهم؟
الشعب السودانى يعرفهم جيدا واكتوى بنيران احقادهم لذلك لا يفوضهم ابدا عبر الاختيار الحر.
Ghazy Elbadawey
فيسبوك