دموع “درير” وقلوب الإثيوبيين مع السودان

دموع محمود درير خلال مراسم التوقع وأثناء تقديمه لكلمة في الأحتفالية ،اصبحت تلهم السودانيين وتجعلهم يشكرون الشعب الإثيوبي لجهودوهم ووقفتهم مع السودان في محنته ،ولكن ماأود ان أقوله هنا ليس درير وحده ايها الشعب الشقيق ،فكان أمر السودان يهم كل الإثيوبين صغيرهم قبل كبيرهم، ماحدث شيئا في السودان والإتعلقت قلوب الإثيوبيين ،ودعوا للسودان ان يخرج من أزمته ،ودائما الإثيوبيين حتي الذين لايعرفون السودان، الا من خلال سماع أسمه تجدهم لايقبلون ان يمر السودان باي أزمة مهمها كانت .

في أحد اللقاءات كنت أتحدث مع أحد المسؤولين ، لم يكن لقاءا صحفيا فقط كانت جلسة تعارف ونقاش ، وكان السودان عن السودان وكيف هو الوضع الأن ، فتحدثنا قرابة النصف ساعة وتناقشنا عن اوضاعه وعن الجنوب ماحدثت من أحداث في 2005 ،وكذلك دار النقاش علن التحديات التي و تواجه السودان وكيف يستطع ان يتجاوزها .

وبعد نقاش طويل قالها لي المسؤول ،نحن اذ سمعنا أسم السودان نتوقف اجلالا واحتراما له ولشعبه ، وبدأ يثرد لي مواقع الشعب السوداني أبان جفاف 1985 الذي ضرب شمال إثيوبيا ، وان الموقف السوداني لأستضافة 200 الف مهاجر ،فكان مقصدهم الوحيد هو السودان ولم يكن هنال أي مفر أخر ،وحدثني عن الأستقبال والترحيب الذي وجده الشعب الإثيوبي وكيف تم فتح المعسكرات، وعن بعض التجارب التي قامت بها بعض الأسر ،بفتح بيوتها امام المتضررين من الجفاف القادمين من إثيوبيا .
وقالها بالحرف الواحد ايا يكن …من في السودان من حكومات فنحن مع السودان ، وليتنا نرد القليل من الجميل ، وأن الجميل الذي قدمه لنا السودان لن يرد بين ليلة وضحاها ،وان المواقف التي شهدناها لن تنسي ، وتوقف لبرهة وقال سيظل الموقف السوداني يخلد في ذاكرتنا نحن القيادات الإثيوبية ،وخاصة التي مرت بتلك الفترة وهنالك تجارب لعدد م المناضلين القدامي الذين حدثونا عن مختلف المواقف أيام اشتداد أزر الحرب الأهلية في إثيوبيا .

هذا قليل من كثير جدا من المواقف التي ظلت تخلد في دفاتر التاريخ الإثيوبي ، فكان موقف هجرة الأمبراطور هيلي سيلاس الأول للسودان ،عقب الغزو الأيطالي لإثيوبيا في الفترة (1935-1941 )، وقد وجد فيها العديد من الدعم ،حتي أن كان في ذلك الوقت البلد تحت الأستعمار البريطاني ، ولكن ماقدمه السودان كان الموقف الذي لاينساه الأمبرطور .
وعندما قامت الثورة وتطور الموقف كان كل إثيوبي يتسأل كيف هو الموقف في السودان ،وكان يتسنكر الأحداث التي تحدث بين الحين والأخر ،وكان الشئ يحدث داخليا في إثيوبيا ، وكنت اتلقي العديد من الأسئلة التي يرددها الكثيرين لي حول أخر التطورات ،وعن كيفية الأوضاع التي وجدت تغطيات كبيرة في مختلف وسائل الأعلأم الإثيوبية على الرغم من قلتها .
فكان حكامنا دائما ماينشغلون لأمر ذلك البلد ،الذي يجاور بلادهم وليس هذا من فراغ بل لأن مابينا وتلك الشعوب العديد من الترابط ، ومهما تحدثنا عنها لن نجد لها نهاية ،فكانت مفاوضات السودان وفصائله المختلفة تهم الإثيوبيين كلهم صغيرهم قبل كبيرهم ، وقد أستضافت الزهرة الجديدة العديد من الجولات أخرها هذه الأيام بين الحركات المسلحة وقوي الحرية والتغيير، لمناقشة العديد من القضايا التي تهم بلادهم .
لذا ليس بكثيرة هي دموع السفير محمود درير ،من أجل السودان وشعبه وأمنه وأستقراره، فللسودان في أعناق كل إثيوبي فضل لاينكر ،قد تتحد الدوليتن يوما ما من أجل مصلحة العشبين ، على الرغم من أن الأتفاقيات السياسية لم تحقق للشعبين ايا من الأهداف التي يتمناها الشعبين ، ولكن سيظل الإثيوبيين منشغلين بأمر هذا البلد وشعبه ،وأستقراره وحياته وكل خير للسودان سيعود على إثيوبيا أيضا .
ودمتم بخير وسعادة وسلام
والي السودان العزيز الف تحية وتقدير
أنور إبراهيم
(كاتب إثيوبي )

Exit mobile version