بمرور السنوات واحدة تلو الأخرى يكتشف الفرد نفسه بشكل أكبر، وتتكوّن ميوله وطبائعه ويرسم حدود علاقاته بمن حوله، فبالإمكان أن يصبح اجتماعيًا يتفاعل مع العديد من الأشخاص في دائرة معارفه أو خارجها، أو ينشأ انطوائيًا يحب العزلة.
ويواجه بعض الأشخاص مشكلة فيما يخص البحث عن شريك العمر لأسباب مختلفة، وفي سبيل ذلك تواجدت مكاتب للزواج بهدف تعارف طرفي مشروع العمر على بعضهما البعض، إلا أن الدكتور سلمى رمزي، خريجة كلية الطب جامعة المنوفية، كان لها رأي آخر.
واختلف الأمر من واقع تدشين «سلمى»، وهي حاملة لدرجة الماجستير في الطب النفسي كذلك، لمجموعة (جروب) عبر «فيس بوك»، بغرض: «ضم طلاب وحاملي الماجستير بمصر ومساعدتهم في اختيار شريك الحياة، الذي يتفهم مشوارهم الأكاديمي»، على أن يكون التواصل والتقدم عن طريق «إرسال طلب للأدمن يشمل السن، ومحافظة الإقامة، والطول، والوزن، ولون البشرة، والدرجة العلمية الحالية أو المستقبلية، مع أي تفاصيل أخرى مهمة، إلى جانب المواصفات المطلوبة في الطرف الآخر».
خطرت الفكرة ببال «سلمى» نتيجة دراستها لعلم النفس، فمن خلاله تعرفت على عدة محاور، أهمها «تزايد احتمالات التعارف الهادف عن طريق إزالة الفجوات وجعل الصدف مقننة، وحاجة الإنسان لدَفعة في بداية التعارف، والتي يصعب عليه اتخاذها بمفرده».
وتردف «سلمى» تعديد دوافعها لتدشين المجموعة خلال حديثها لـ«المصري لايت»: «حاملي الدرجات العلمية العليا معرضين أكثر للزواج غير الناجح حال ارتباطهم بشخص خارج مجالهم، لأنه يسعى لقطع شوط كبير في دراسته بغرض مواكبة الطرف الآخر، فيضع في اعتباره توقف العلاقة على نجاحه، وأخيرًا هو في حاجة لفرد يفهمه ويقدّره».
ما درسته «سلمى» أذكاه تلقيها طلبات من قِبَل أشخاص، حاملي لدرجات علمية عليا، لترشيحات فيما يخص شريك العُمر، لثقة الآخرين في حكمة رأيها النابع من علاقتها بالطب النفسي، لكن في الحقيقة لم تمتلك دائرة واسعة من الاقتراحات، وهو نتيجة رحيلها عن محافظة المنوفية مسقط رأسها.
لضمان جدية الطلبات ومنع أي فرصة للخداع، تعرض «سلمى» على المتقدمين أسئلة استكشافية يجيبون عليها، قبل إجراء أي تعارف مع الطرف الآخر، بغرض التأكد من هويته ومعرفة مدى جديته، على الجانب الآخر لا يوجد حد أقصى للأعمار: «أعلى حاجة كان طلب ورد لأرمل عمره 50 سنة، أستاذ جامعي».
بعد اجتياز كافة الإجراءات السابقة، وكتابة كل طرف لمواصفات الآخر، تعرض «سلمى» كلا الطرفين على بعضهما البعض، وفي حال وجود ارتياح بينهما يتحول الأمر إلى تعارف رسمي.
تلقت «سلمى» حتى الآن طلبات من قِبَل 29 فتاة و21 شابًا، وتزوجت من بينهم حتى الآن حالتين فقط، فيما لم تتلق سوى شكوة واحدة، تعلقت بعلم سيدة بارتباط المتقدم إليها من أخرى، ويرغب أن تكون علاقتهما سرًا، لتحذفه من المجموعة عقب كشف الخديعة.
لا تنوي «سلمى» النزول إلى أرض الواقع بتدشين مكتب لتلقي طلبات الزواج على غرار الكثير، مكتفيةً بنشاط «فيس بوك»، على الجانب الآخر كشفت أن أكثر التخصصات جذبًا للعرسان هي الصيدلة وأي عمل حكومي، أما ما يجذب العرائس المجالات الطبية، وأعضاء هيئات التدريس، وضباط الجيش من حملة الدرجات العلمية.
المصري لايت