بالصورة .. من غرفة الإنعاش: طالب ثانوية عامة يحصل على مجموع 95%

رغم ما يتعرض له من  نوبات حادة بسبب ارتفاع نسبة الحديد في الجسم وقلة إنتاج كرات الدم الحمراء وغيرها من الأعراض التي تخلفها إصابته بـ «أنيميا البحر المتوسط»، وهو المرض الذي أصيب به منذ أن كان عمره ثلاث سنوات، ويؤدي دائما لحاجته لنقل دم بشكل مستمر، لكن ذلك لم يمنعه من خوض ماراثون الثانوية العامة وحصوله على أعلى الدرجات.

«محمود سيد» طالب بالثانوية العامة لم تمنعه ظروفه الصحية من التفوق، إذ يروي الطالب الحاصل على مجموع  95 % شعبة الأدبي لـ «المصري لايت» معاناته خلال فترة الدراسة، لحاجته لنقل أكياس الدم باستمرار لنقص «الهيموجلوبين» بجسمه: «كنت بذاكر وأنا في المستشفى رغم التعب اللي كنت بعاني منه».

يلتحق طلبة الثانوية العامة بالمراكز التعليمية خلال فترة الدراسة لتقوية تحصيلهم الدراسي للحصول على أعلى الدراجات، ويذهب الطالب لحصة التقوية إما بعد استيقاظه من قيلولة أو بعد فترة راحة في المنزل، إلا أن محمود لم تكن لتتوافر له نفس الظروف، فقد كان يذهب لدروسه عقب خضوعه للعلاج بالمستشفى أو انتهائه من جلسة نقل دم.

مع قرب الامتحانات ووصول ماراثون الثانوية العامة لأمتاره الأخيرة تتوتر الأجواء ويعاني الطلبة والأهالي من ضغط عصبي، إلا أن أسرة محمود عانت مما هو أصعب من ذلك، إذ عانى محمود قبيل الامتحانات من نقص حاد في نسبة الحديد في الدم وهو ما أدى لنقله لإحدى غرف العناية المركزة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذه.

معاناة الطالب الذي لم يبلغ ربيعه العشرين لم تمنعه من خوض الامتحانات، إذ اتخذ مرضه دافعا لمواصلة طريقه نحو حلمه، بصبر الجمال وثقة وإيمان الفرسان خاض امتحاناته، إلا إنه كان على موعد مع اختبار آخر، إذ اشتد مرضه ليلة امتحان الفلسفة، وبينما يمد يده ليعلق بها إبرة وريدية لنقل عدد من لترات الدم لجسمه، كانت يده الأخرى تحمل مراجع لنظريات أفلاطون وأرسطو وغيرهم من الفلاسفة.

«من رحم المعاناة تولد الحياة» فبرغم معاناة محمود المستمرة وخوضه للثانوية العامة في ظروف استثنائية إلا إن الله منحه عطيته بحصوله على المجموع الذي يتمنى: «كنت حاسس أن التاريخ هيوقع مجموعي بس الحمدلله ربنا جبر بخاطري»، إذ اقترب بذلك من تحقيق حلمه والالتحاق بكلية الألسن قسم اللغة الصينية.

تنتقل دفة الحديث لوالده «سيد البحار» الذي قادته فرحته بفلذة كبده لأن يهلل ويرقص فور معرفته بمجموع ابنه: «الأرض مكنتش سيعاني من الفرحة»، إذ يروي معاناة الصغير خلال أكثر من 11 شهرا بسبب الضغوط التي تخلفها مذاكرة المواد الدراسية إلى جانب ظروفه الصحية.

«موبيل آخر موديل» هدية سيكافئ بها محمود من والده، وذلك بعد الوعد الذي تلقاه من أبيه بشرائه له في حالة حصوله على أعلى الدراجات وهو ما تحقق بالفعل «وعدني أنه يرفع راسي ونفذ وأنا وعدته بالموبيل وهنفذ»، إذ أعتبر سيد أن الموبيل هو أقل شيء يستطيع تقديمه لابنه بعد ما أثلج صدره وأدخل السعادة على أسرته بالكامل.

 

المصري لايت

Exit mobile version