والشيوعي يرفض الاتفاق الآن.. والشيوعي يرفض الاتفاق السابق رغم أن المجلس أعطى فيه كل شيء
والشيوعي يرفض لو أعطي كل شيء.. لأن ما يريده الشيوعي هو خلق الأجواء التي تفعل ما بين المجتمع والدولة ما يفعلة الطاعون..
والشيوعي في أديس أبابا مساء السبت.. يجتمع بالحركات المسلحة لإقناعها بالاتفاق..
الاتفاق الذي يرفضه هو في الخرطوم.. في اليوم ذاته
ولا تناقص.. فالشيوعي../ أمام الأبواب../ يعلن للصحف أنه يقود حركات التمرد للاتفاق..
وخلف الأبواب.. الشيوعي يقود حركات التمرد إلى لغة السلاح..
ولعله بهذا يخطب ود الحركات المسلحة التي تعلن أنها عدو للجميع..
والشيوعي يعلن الجمعه أنه يرفض الاتفاق.. بينما الشيوعي في الحقيقة.. يرفض الاتفاق مساء الأحد السابق.. وبعد ساعتين فقط من قبول الاتفاق..
فالحزب يجتمع بعد ساعة واحدة من نهاية اللقاء مع المجلس العسكري.. وصديق يوسف الذي يقود الوفد للاجتماع.. يتلقى من الحزب تأنيباً قاسياً لقبوله الاتفاق..
(٢) ..
..
والدقير يرشح لرئاسة الوزراء .. وهو البديل عند الشيوعي لإبعاد غازي..
ومظاهرات السبت كانت عملاً يطلقه الجناح الشيوعي.. الذي يقول إن الشارع ما زال يدعمهم لنزع القيادة من الجناح الآخر..
وبعد مظاهرة السبت.. الحزب يعد للأربعينية القادمة..
فالحزب يفعل أي شيء .. لصناعة الموت والقتال..
وخمس جهات تتنازع الآن داخل التجمع..
وأربع جهات أخرى تتجمع.. وتعد أسلحتها..
وحركة تحرير السودان ..( بقايا قرنق بقيادة عرمان.. وحركات ثلاث أخرى..) كلهم يلتقون تحت الليل.. لتحرير السودان من الإسلام…
وبعضهم كان من أبرز أعضاء لقاء أديس أبابا الأخير..
وشيء في الشرق.. تحت أصابع المخابرات الأجنبية ..
وشيء يجري تحت الأرض ما بين ليبيا ودارفور والخرطوم.. يتدفق قريباً…
وتقارب حميدتي مع مناوي وآخرين.. كان ما يصنعه هو الشعور بهذا..
والأحداث هذه تتلوى في الفضاء مثل الدخان.. ولها كل صفات الغاز القاتل..( والغاز لا تراه ولا تشعر بوجوده ولا تستطيع قتاله إن شعرت به )
والغاز هذا هو السلاح الذي نحدث عنه..
سلاح المخابرات التي هي ما يدير السودان الآن.. ويقوده إلى الهاوية..
(٤)..
…
وأحداث صغيرة .. تعبر بها أنت دون أن تشعر بما تعنيه ..
أحداث مثل … مخابرات تصل أصابعها إلى سكرتارية مكتب البشير .. والحكاية معروفة..
وتصل إلى المكتب الذي يدير كل شيء في الخارجية.. وبعضها كتبنا عنه..
وفي بنك السودان… وكتبنا عنه..
و… و…. و….
وجنوبي كان يعمل في مطعم في قيادة القوات المسلحة .. يكتشفون قبل عامين أنه عضو في حزب معروف..
وعامل في أضخم وأخطر مصنع في السودان …. يتبع للحزب هذا ..
ودراسات الأمن تقول إن.. ما يكتشف من أعمال المخابرات.. هو عادة أعشار ما يجري..
ومخابرات تتجارى في شرايين المجتمع..
وكفاءات الطب حولك تختفي..
وكفاءات الخدمة المدنية والاقتصاد..
والكارثة ليست هناك..
الكارثة هي أن المواطن يفقد ويفقد.. ثم لا يخطر له أن يربط بين هذا وبين كلمتي حرب ومخابرات
المخابرات التي تصنع هذا كله .. تنجح في قيادة عقل المواطن إلى درجة أن العقل هذا يعجز عن الشعور…. مجرد الشعور بوجود حرب تدمره..
ومن يشعر بالحرب هذه يعجز عن تصورها..ونحن ندمن الحديث ..عنها ونظل نسوق الشواهد من العالم..
ونسوق الحقائق التي يقول بعضها إن شخصاً صغيراً.. أو حادثاً صغيراً.. يمكن أن يصنع من الدمار ما لا يتخيله أحد..
ونموذج الشخص الصغير كان هو الخادم التركي في بيت السفير البريطاني في تركيا أول الحرب العالمية الثانية
والخادم هذا.. عندما يحكي حكايته في كتاب يقول:
لو أن السفير البريطاني في ذلك اليوم.. خرج من الحمام.. يجري عارياً.. لتبدل مصير الحرب العالمية..
وفي الحكاية أن الخادم كان يعمل لصالح ألمانيا.. وأنه ظل يحمل في جيبه مكعباً من الشمع الحساس.. ينتظر لحظة يغفل فيها السفير عن مفتاح الخزنة ليطبع صورة المفتاح على مكعب الشمع ويصنع نسخة منه
ويوماً.. السفير وهو في الحمام.. يتذكر أنه نسي المفتاح على سطح المكتب.. واللحظة التي يستغرقها السفير المهذب.. حتى يرتدي..( الروب) كانت كافية لتجعل الخادم يطبع صورة المفتاح على مكعب الشمع.
بعدها ظلت أوراق السفير كلها.. ونصفها كان عن الحرب والتسليح.. عن جذب تركيا بعيداً عن ألمانيا .. تصل إلى الحكومة الألمانية يومياً
وما لم يعرفه الجاسوس الألماني هو أن المخابرات البريطانية علمت بوجود الجاسوس هذا في بيت السفير..
والمخابرات هذه تستخدم الجاسوس هذا.. وتظل ترسل إلى سفيرها في تركيا.. كل ما تريد أن تسقيه للجانب الألماني..
حرب المخابرات.. تستخدم كل ما يخطر وما لا يخطر بالبال..
والآن في السودان.. السوق.. والأحزاب.. والحركات المسلحة.. و…أشياء ما يقودها هو.. مخابرات خارجية تعمل لدمار السودان..
ودون أن يشعر سوداني واحد بهذا ودون أن يخطر له أن أسعار البيض في السوق عمل يمكن أن تستخدمه المخابرات..
جهلك إذاً الذي يعجز عن تصور الحرب الآن.. يصبح هو السلاح الأعظم عند المخابرات التي تستخدمك..
يبقى أن الأجواء.. تصنع بحيث تقول../ صادقة أو كاذبة ../ إنه إن بسط الشيوعيون أيديهم في الحكم فلن يبقوا على أحد من الآخرين..
وإن بسط الإسلاميون أيديهم فإنهم../ بعد أن عرفوا مافي بطن الشيوعي / فلن يبقوا على شيوعي..
وإن حكمت حركات التمرد.. فإنها لن تُبقي على أحد ..
وإن حكمت الأحزاب الهزيلة .. سلمت السودان كله للمخابرات الأجنبية .. تطلب دعمها للبقاء في الحكم..
وكل الحروب الأهلية التي تدور الآن.. كان ما يطلقها هو الأجواء هذه..
والسودان يصل إلى هذا..
إسحق فضل الله
الانتباهة