نشر موقع قناة “فرانس أنفو” الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن الديك “موريس” الذي تلاحقه دعوة قضائية رفعها شخصان ضده، موجّهين له تهمة الصياح بصوت عال في وقت مبكر.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن هذه القضية التي انطلقت منذ سنة 2017، أثارت ردود أفعال متباينة.
وتعود حيثيات القضية إلى استياء شخصين من بلدية سان-بيير دوليرون الفرنسية من صياح ديك جارتهم كل صباح على الساعة السادسة والنصف.
وقد سئما من تكرر هذا الأمر كل صباح لدرجة التقدم بشكوى ضد الديك، والتي بدأ النظر فيها رسميا منذ يوم أمس، الموافق للرابع من تموز/ يوليو.
وأكد الموقع أن صاحبة الديك، كورين فيسو، حضرت الجلسة باعتبارها ممثلة “موريس” لدى محكمة مدينة روشفور، للاستماع للتهم الموجهة لطيرها.
وقد رافق كورين فيسو العديد من الأشخاص الذين لديهم ديكة في منازلهم لمساندتها. وبعد انتهاء جلسة الاستماع، قررت محكمة مدينة روشفور تأجيل النطق بالحكم إلى الخامس من أيلول/ سبتمبر القادم.
ونقل الموقع عن كورين فيسو، التي تشتهر بأنها مطربة في المنطقة، قولها إنه “لو كان ديكي يستطيع الكلام، لطالب بحقه في السلام وحقه في الغناء”.
كما أضافت قائلة: “سمح لنا المجلس البلدي بتربية الدواجن لأنها تساهم في تنظيف بيوتنا. وأنا، شخصيا، أريد تربية دجاج مارنس لأنها تضع بيضا شهيا”.
وأشارت كورين فيسو إلى أنها كانت تظن في البداية أن “موريس” دجاجة وليس ديكا، إلى اليوم الذي بدأ فيه بالصياح صباحا، معترفة بأن هذا الأمر أثار قلقها من ردة فعل الجيران نظرا لأن قفصه قريب جدا من منازلهم. ولسوء الحظ، لا يبعد قفص موريس سوى مترين فقط عن غرفة نوم عائلة “بيرون”، الذين رفعوا الشكوى.
وأورد الموقع ما أفاد به فانسان إيباردو، محامي أصحاب الدعوى، وهما زوجان متقاعدان يبلغان من العمر 68 سنة، حيث قال إن “موكلي يحافظان على صمتهما، فهما ينتابهما القلق نوعا ما من الصخب الإعلامي الهائل الذي خلفته القضية”.
وأضاف قائلا “صحيح أن موكلي لا يزوران منزلها باستمرار في سان-بيير دوليرون، إلا أنهما أحسا بالإساءة منذ بداية القضية، حيث أصبح الأهالي ينظران إليهما على أنهما غرباء عن المنطقة”.
وأفاد فانسان إيباردو بأن عائلة “فيسو” لديها علاقات بشخصيات نافذة، لهذا السبب أخذت القضية حجما هائلا.
وخلال شهر نيسان/ أبريل 2017، حل آل “بيرون” في زيارة لجيرانهم عائلة “فيسو” للاحتفال بمناسبة عيد الفصح، حيث سأل الزوار جيرانهم دون أن يبادروا بالسلام “ما الذي تفكرون في القيام به مع الديك؟”، وكانت إجابة كورين فيسو كالآتي: “بإمكانكم وضع سدادات الأذن حتى لا تسمعوا صياحه صباحا”.
في البداية، كانت السيدة فيسو متفهمة لقلق جيرانها، ولكن سرعان ما رفض زوجها إسكات ديكه وأغلق أبواب الحديث عن الموضوع مع عائلة بيرون، بعد أن طالبوا بوقف الضوضاء التي يصدرها الديك.
وأشار الموقع إلى أنه مع مرور الوقت، وتحديدا في بداية سنة 2018، توقف “موريس” عن الصياح في النهار، ولكنه واصل الصياح في الصباح المبكر، حيث لاحظ أصحاب الدعوى أن الديك يصيح كل صباح بين الساعة السادسة والنصف والسابعة.
ونوه فانسان إيباردو بأنه “عانا موكلي من صعوبة في العودة إلى النوم، لدرجة أنهما أصبحا يخشيان الذهاب إلى الفراش.
لقد أثار هذا الديك اضطرابا غير طبيعي في الحي بسبب صياحه. لكن موكلي لا يطالبان بقتل الديك، ولا يدعوان إلى المس من الطابع الريفي للمنطقة كما يدعي البعض”.
منذ بداية القضية، أضحى الديك “موريس” يشكل رمزا “للطابع الريفي المهدد” من قبل الصناعة الحديثة، كما أن قضيته تجسد معركة الحفاظ على الطابع الريفي الأصيل للبلديات الفرنسية الصغيرة المجاورة للمحميات الطبيعية.
وذكر الموقع أن مالكة الديك تحظى بدعم رئيس بلدية سان-بيير دوليرون، كريستوف سوير، الذي يؤيد فكرة الحفاظ “على أسلوب العيش الريفي الذي يجسده أيضا تواجد حيوانات مدجنة. وقد عبر كريستوف سوير عن قلقه من الدعوى الموجهة ضد الديك: “اليوم، ترفع قضية ضد الديك، وغدا لا نعلم ضد من؟ ربما ضد طيور النورس، أو صوت الريح، أو ضد لهجتنا الريفية”.
من جانبه، دعا رئيس بلدية “غاجاك”، التي يعيش فيها نحو 400 ساكن، إلى إدراج صخب الريف ضمن “التراث الوطني الفرنسي”.
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن الديك يعد رمزا وطنيا لفرنسا. ويبدو أنه لهذا السبب، أصبح للديك “موريس” معجبون منذ بداية القضية، كما نُظمت من أجله مسيرة، ولديه صفحة خاصة على فيسبوك نشرت عليها صور له وهو يرتدي “سترة صفراء”.
عربي 21