على مدار سنوات طوال، توطدت علاقة الفنان عزت أبوعوف بجمهوره، ومع رحيله لم تنته هذه العلاقة، بل زادت تقديرًا وحبًا، وهو ما ظهر واضحًا بمطالبة أهالي قرية الدليل التابعة لمجلس قروي الحسينية في بني مزار في المنيا، مسقط رأسه، بإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة أو قاعات ومسارح وزارة الثقافة أو الشباب والرياضة تكريمًا لمسيرة فنية طويلة.
وطالما ظلت تلك الفكرة-«شارع باسم الفنان»- مطلبا شعبيا من جانب جمهور وأهالي الفنانين، للتعويض عن فقدان بعض الفنانين أو للتعبير عن حب وإشادة بإنجازات بعضهم.
وتشمل قائمة الفنانين الذين شملتهم هذه المطالبات الفنان محمود عبدالعزيز، الذي انتقل اسمه إلى أحد شوارع محافظته الإسكندرية، وتحديدًا ميدان صينية الورديان، التابعة لحي غرب، إثر مطالبات بالتسمية لذلك وافق المجلس التنفيذي للمحافظة، والذي ترأسه الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية السابق، وتم اعتماد التسمية في عام 2017 أي بعد مرور عام على وفاته.
ومن قبل «الساحر» توالت مواقف مماثله تجاه عدد من الفنانين، مثل الراحل الفنان حمدي أحمد، ففي مارس 2016، أطلق محافظ سوهاج السابق، الدكتور أيمن عبدالمنعم، اسم الفنان على ميدان المسلة غرب السكة الحديد بمركز ومدينة المنشاة، مسقط رأس «أحمد»، بعد وفاة الفنان بشهرين.
وأرجع المحافظ السبب حينها إلى أن الفنان ساهم في إثراء الحياة الفنية قرابة النصف قرن، بالإضافة إلى تقديمه العديد من الأعمال الفنية، كما أكد على حصوله على احترام وتقدير الكثيرين، وبعد الإشادات بإنجازاته لفت إلى أن الراحل قيمة تفخر بها محافظة سوهاج.
وسبقه الفنان فؤاد المهندس، حيث وافقت لجنة التسميات بمحافظة القاهرة، في مارس 2008، على إطلاق اسمه على شارع الياسيمن بالزمالك، وذلك بعد عامين على رحيله، في 16 سبتمبر 2006.
من ناحية أخرى، انتقلت أسماء بعض الفنانين للشوارع دون قرار رسمي، وهو ما حدث مع الفنان عبدالحليم حافظ، فشارع بهاء الدين قراقوش، هو الاسم الرسمي لشارع بمنطقة الزمالك، لكن في الواقع استبدله جمهور العندليب باسمه فيما بينهم، فهو الشارع الذي كان يقطن به الفنان.
وبعكس من رحلوا، فقد جرى إطلاق اسم الفنانة يسرا على شارع بمدينة الجونة، تكريما لتاريخها الفني الحافل.
وتوجت دُول عربية، الفنانين المصريين بإطلاق أسمائهم على شوارعهم بالطريقة ذاتها، تقديرًا لتأثيرهم الذي حلّق لمسافات بعيدة، طالت دول عربية وأجنبية، حيث أسمت تونس شارعين باسم فنانين مصريين، وهما كوكب الشرق وعبدالحليم حافظ، فالسيدة أم كلثوم لها مكانتها عند التونسيين منذ زيارتها الأولى عام 1968، ويستمتع التونسيون بأغانيها، حتى أن فكرة التسميات للشوارع لا تتكرر سوى للشخصيات البارزة هناك.
أما شارع «حافظ» هناك تم إطلاق الاسم بعد موافقة الحكومة التونسية على التسمية في 2017، واضعة لافتة كُتب عليها «شارع عبدالحليم حافظ».
المصري اليوم