مُشكلات عديدة تُواجه المرأة قصيرة القامة في مناحٍ كثيرة من حياتها، خاصةً اختيار الملابس، حيث يتعذّر إيجاد مقاسها بسُهُولة وهي تبحث عن ما يُناسب ذوقها ويعكس مفاتنها حتى تبدو في كامل أنوثتها لا تقل شيئاً عن طويلات القامة.
وحسب ما جاء على لسان باحثين بريطانيين، أنّ المرأة القصيرة تُعَد الأكثر أنوثةً.. صفة طُول القامة تلعب مُرتكزاً جمالياً مُهمّاً لصاحبها في المُجتمع العَربي وفي السُّودان على وجه الخُصُوص، إذ تَتَهَافَت الأغنيات في تَمجيد صَاحب القَامة الطَويلة، أمّا في الغرب يكون التّوظيف بناءً على المُواصفات الجسدية أولها طول القامة.
(1)
في بداية حديثه، امتدح صديق عبد الرازق فني كهرباء، المرأة قصيرة القامة ووصفها بأنّها أكثر جاذبيةً من غيرها، قائلاً: لا أُحبِّذ المرأة طَويلة القَامة، فالطول ينقص من أُنوثتها حَسب رأيي الشخصي وتضيع ملامحها الجمالية عكس القصيرة.
أما عبد المحسن علي الذي يجاوره في مكان العمل، فهو الآخر أثنى على الأنثى قصيرة القامة، لافتاً إلى أنّها تتمتّع بجمالٍ أكثر من غيرها.
(2)
منذ سنواتٍ بعيدةٍ، ظَلّ الفَنّانون يَمتدحون المَرأة طويلة القَامة، مُتجاهلين المَرأة القَصيرة، وحَملت أغلب أعمالهم مَقاطع تتغزّل في جَمال طُول الأنثى من بينها (فارع القوام، وقوام السيسبان، فريع البان وغيرها) مَا يَعني أنّ قصيرة القامة لا وُجود لها في أغنياتهم ووقع عليها ظُلمٌ بتجاوُز بعض الشعراء عن ذكرها عبر أغنياتهم…
تغريد العبيد طالبة بكلية الاقتصاد جامعة النيلين، لفتت إلى أنّ قُصر طولها لا يُؤثِّر في نفسياتها، عكس صديقاتي اللائي أُصبن بعُقدة من تعليقات البعض عن قُصر قامتهن، وقالت تغريد إنّ الأحذية ذات الكعب العالي قادرة على أن تجعل الفتاة قصيرة القامة كغيرها من صاحبات القوام الفارع.
(3)
مثلٌ سُودانيٌّ شائعٌ يقول إنّ (القِصِّير.. يا حكمة يا فتنة)، هكذا ابتدرت الحديث الحاجة أمينة عبد القادر قائلةً: (الرجال ما بميلوا للمرأة القصيرة، ودائماً غُنـا زَمَـان كان للمرأة الطويلة، وفي اعتقادي أنّها ناقصة عقل وجمالٍ، مُضيفةً أنّ هذا المَثَل اتّفق عليه أغلب الناس بأن النساء القصيرات يفتقدن للطلة الجميلة).
فيما كشف الأمين عثمان سائق أمجاد أنّ المرأة القصيرة غير مرغوبة في سُوق الزواج، وأنّ أغلبية أصدقائه مُتّفقون معه على رأيه وأبعدوا أنفسهم من الارتباط بالمَرأة القَصيرة رَغم ما تتمتّع به من مَلامح أُنثويةٍ فاتنةٍ، وأشار الأمين إلى أنّ زَوجته ليست بالقَصيرة ولا الطويلة رغم بحثه عن امرأة ذات طولٍ فارعٍ.
(4)
وأشارت صديقة فَضّلت حجب اسمها الى أنّها ارتبطت بشقيق صديقتها، الذي كان دائماً مَا يَراها تَرتدي الحذاء العالي ظَنّاً منه أنّها فارعة القوام، وكان دائم المدح لطُولها وانتقاده للأنثى قصيرة القَامَة، وأضافت: كُنت دائماً ما أتردّد في إيصال المعلومة بأنّني من ذوات القامة القصيرة، وفي يومٍ ما تفاجأ بقامتي الحقيقيّة، فما كان منه إلا أن أنهى العلاقة، مُبرِّراً السّبب بأنّني ليست المرأة التي يَحلـم بها.
السودانى