ما لقيتي غير صاحبي الوحيد؟ خيانة الصديق .. (ما خُفي أقبح) ..!

أحلام وندى بَطلتا قِصّة حَقيقيّة من واقعنا المعاش وليس من خيال خصبٍ أراد نسج رواية، أحلام وندى تربط بينهما قصة صداقة وطيدة امتدّت لأُسرتيهما وعُرفت على نطاق الأهل والأصدقاء وزُملاء العمل، كيف لا والبعض كان يظن أنّهما شقيقتان أماً عن أبٍ، فلم يكن يُفرِّق بينهما سوى ساعات الليل التي كَانتا في بعض الأوقَـات يصـرعانها حِينَما تُقرِّر واحدة منهما قضاء الليل مع تَوأمها بعد أخذ الإذن من أسرتها.

تَقدّم شَابٌ وسيمٌ طالباً يد أحلام، مَا أشعل الغِيرة في قلب صديقتها ندى التي تناست ما يجمع بينهما من مودّةٍ وصداقةٍ، حاولت إظهار خلاف ما تبطن لصديقتها حتى تظفر بكل ما يدور بين أحلام وخطيبها، حيث كانت تروي لها كُل كَبيرةٍ وصَغيرةٍ باعتبار أنّها نصفها الثاني، في يومٍ ضاع هاتف أحلام أثناء العوة إلى المنزل، وأخبرت صديقها بأن يتواصل معها من خلال هاتف ندى، وبالفعل تَوَاصَلا لفترةٍ قصيرةٍ إلى أن جاءت بهاتف جديدٍ، لكن ندى أصبحت تَتَواصل مع خطيب أحلام دُون عِلمها، وكثيراً ما تَعكس صُورة سَيئة عن رفيقة دربها، وبدأت تُكثِّف من اتّصالاتها به وانخفض إيقاع التّواصُل بتوأمها دُون مُبرِّر سوى وجود ضَيفٍ جَديدٍ في حياتها، إذ أفلحت أن تُغيِّر اتّجَاهه ويسبح معها إلا الشاطئ بعيداً عن صديقتها التي كانت في غفلةٍ عن الأمر، وكانت تشكي لها التغيير الذي طَرَأ على خطيبها إلى أن ألجمتها المُفاجأة بعد إعلان فسخ خُطُوبتها من قِبل خَطيبها وإعلان زواجه من صديقتها ورفيقة دربها.

(1)
أشكال الخيانة مهما اختلفت، تظل شيئاً مُوجعاً كنصلِ سكينٍ يستقر بعُنف في القلب، ومَعها تَسقط كل المُسمّيات الأُخرى كالأمانة والوفاء وغيرها من القِيم التي نشعر بها، فربما نغفر خَطأً غير مُعتمدٍ لصديقٍ، لكن لا يُمكن أن نغفر طَعنة لخَائن للأمانة وهو يدّعي الصداقة، كان في يومٍ ما مخزن الأسرار وملجأً آمناً.

(2)
خبيرة التجميل شهد الحاج قالت لـ(السوداني): (من المُمكن أن أسامح بحكم طبيعتي المُتسامحة، لكن ذلك الصديق حتماً سيصبح في حياتي مُجرّد شخصٍ عادي، لأنّ مفهوم الصداقة تغيّر بيننا، فلا يُمكن أن أثق به وأَعُود للتّعامُل معه كما كَانَ، ولا يُمكن أن أكون مُطمئنة لوجوده في حَياتي، فربّما تكون الطعنة القادمة قاتلةً)!

(3)
أما الإعلامية ولاء الريح، فقالت إنّ الخيانة ذنبٌ لا يُمكن أن يغتفر خاصّة وإن جاءت من صديق فهنا تنقلب المَوازين، فالصديق هو مصدر الأمان بالنسبة لي، وهناك كثيرٌ من الأسرار لا يُمكن أن أبوح بها لأخٍ أو زوجٍ، لكنّني اختار الصديق، فكيف أغفر له وأنا منحته كل الثقة؟ وتختتم: رغم أننا بشرٌ والبشر خطاءون بطبيعتهم، لكن احتمال غفران ذنب الصّديق غير واردٍ بحياتي مهما قدّم من اعتذار.

(4)
الخيانة ظَاهرةٌ مَرضيةٌ، هكذا ابتدرت الباحثة الاجتماعية دلال عبد الرحمن حديثها، وواصلت: (الخيانة مَوجودةٌ في كُلِّ المُجتمعات، لَكن تَختلف من شَخصٍ لآخرٍ، ومن مُجتمعٍ لآخرٍ ويترتّب ذلك على حسب الوعي المُجتمعي)، مُشيرةً إلى أنّ الصداقة علاقة اجتماعية وثيقة تجتمع فيها مشاعر مُختلفة تَجمع بين اثنين أو أكثر، لذلك تكون الصّدمة كبيرةً حينما تأتي الخيانة من أحدهما، وزادت دلال حديثها قَائلةً: (تعود الخيانة للتنشئة الاجتماعية، إضافةً إلى أنّ العولمة التي أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في ترويج ثقافة الخيانة)، مُؤكِّدةً أنّ الخيانة صفةٌ منبوذةٌ ولا يُمكن أن تُغتفر، خَاصّةً إذا جاءت من صديقٍ، حيث تَتَحَوّل كل مشاعر الحُب التي ربطت بين الطرفين الى كُتلةٍ من الكراهية والبُغض.

تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني

Exit mobile version