وَسَط فَرحة الأهل والأصدقاء تَمّ عَقد قِران الحسناء (رحاب) من رجل الأعمال الذي مَا أن رآها حتى خطفت أبصاره وأسرع حتى يكمل مراسم زواجه خوفاً من أن يختطفها فارس غيره، تكرّر اللقاء بينهما وزَاد تعلُّقه بها يوماً بعد الآخر، في يومٍ ما تجاذبا أطراف الحديث عن المَاضي وبدأ يَسرد في مُغامراته مع الحسان وهي تصغي إليه، تَارةً تنظر إليه بعين الغضب، وتَارةً أُخرى بعين الغِيرة، لكِنّها لم تتضجّر لأنّها اعتبرت كل ذلك من الماضي وهي لم تكن موجودة وحينما حَانَ دَورها في أن تَروي قِصّة حياتها حدّثته بكُلِّ عَفَويةٍ عن ارتباط مُنذ سَنوات بزميلها في العَمل، لكنها سُرعَان مَا أنهت العِلاقَة لإحساسها بِعَدم صِدق الطرف الآخر، غَادَرَ منزل أُسرتها دُون أن يُعلِّق، واعتبرت أنّ الأمر أكثر من عَادي، لكن ألجمتها المُفَاجأة حينما أرسل لها مَن يخبرها بأنّ الحياة لن تستمر بينهما طالما كان هناك رجلٌ قبله في حياتها.
(1)
المُصارحة بين الأزواج ربما تكون من أفضل طُرق التفاهُم بينهما، لكن في أحايين كَثيرة لا يَتَقبّل الرجل صَراحَة المرأة، الشئ الذي يترك أسراراً سَالبةً على العِلاقة، ويترك شَرخاً عَميقاً رُبّما يؤدي للانفصال، لذا يُفضِّل كثير من الزوجات أن يَلُذن بالصمت على ماضيهن مهما كانت درجة الثقة بينها وزوجها.
(2)
إنعام موظفة سابقة بإحدى شركات الاتصال، قالت في حديثها لـ(السوداني): من الأفضل أن تحبس كل أنثى سِرّها داخلها ولا تكشف عن ماضيها، لأنّ الرجل لا يَغفر ولا يَنسى، ويظل يذكر لها علاقاتها كلما سنحت له الفُرصة.
من جانب آخر، قالت هالة تاج السر مُعلِّمة بإحدى المدارس الخَاصّة: (في مُجتمعنا من العَيب أن تَبُوح الزوجة بأسرار ماضيها، عكس الرجل الذي لا يَرَى أنّ الأمر يعيبه أو ينتقص منه شيئاً رغم لهوه ومُغامراته المُتعدِّدة قبل الزواج والتي تنصت لها الزوجة دُون أن تُبدي رأيها خَوْفاً من تَصَدُّع العلاقة الزوجة، رغم أنّ الشريك الجديد غير مسؤولٍ عن الماضي).
(3)
أمين عبد القادر المدير العام لشركة التيمان للإنتاج الإعلامي، أكد أنّ الرجل الشرقي بطبعه لا يُمكنه تقبُّل فكرة رجلٍ في حَياة شريكته وإن كَان في ماضيها، مُشيراً إلى أنّه كرجلٍ لا عَيبَ إن تعدّدت علاقاته قبل الزوج وأن يَرويها لزوجته قائلاً: (كثير من الزوجات يخفين ماضيهن خَوْفاً من انهيار العِلاقَة أو فُقدان ثقة زوجها، مُضيفاً بأنّه لم يُحاول أن يَعرف ماضي زَوجته، ولم يُحاول في يومٍ أن يجبرها الاعتراف بماضيها لأنّه لا يعنيه في شَئٍ).
(4)
الاختصاصية الاجتماعية دلال عبد الرحمن أشارت إلى أن التنقيب عن ماضي الأزواج يترك آثاراً سالبةً في العلاقة، خَاصّةً إذا أقَرّت المَرأة بمَاضيها، فطبيعة الرَّجل الشرقي تَرفض تَقَبُّل وُجُود رجل في حياة زوجته حتى في مَاضيها، إلا أنّها عَادَت لتُؤكِّد أنّ شخصية الرجل تَتَحَكّم في تقبُّله لِصَراحة زوجته وتفهم أنّ ماضي الزوجة شَئٌ خَاصٌ بها، ليس له الحَق أن يسأل عنه أو يُحاسبها، وتَأسّفت دلال لحالات الطلاق التي تقع والخِلافات التي تنشب بين الأزواج بسبب ماضي الزَّوجة، وعَزَت رفض كَثيرٍ من النساء للبوح بماضيهن تخوفاً من عدم تفهُّم الرجل الذي يَرَى أنّ من حقه أن يصول ويجول في ساحات النساء دُون مُحاسبة.
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني