حميدتي للأسف ما بيعرف يعبر عن المعلومات العندو كويس .. الراجل عندو معلومات مفصلة عن معتادي أجرام و مرافيد نظاميين بيرتدوا الزي العسكري للقوات النظامية على مواتر و على بكاسي ليقوموا بعمليات نهب منظم للمواطنين .. حميدتي يعرف أنه في ممانعة لأجندة المجلس داخل مؤسسات الدولة .. و تقاعس منظم عن الأنصياع لتوجيه المسؤولين ..و السبب في كده طبعآ مش بس الترتيب ضد المجلس .. لا .. في سبب تاني و هو هشاشة بنية السلطة ذاتها .. أنو المجلس ذاتو ما واثق في شرعيتو و لا قوتو .. و لا حاسم قرار يمسكها و لا يفكها ..
في مؤامرة حقيقية و رهيبة جدآ بتديرها الدولة العميقة على قوات الدعم السريع .. و شخصيآ بعتقد أنه في مخابرات دولتين متغلغلتين عميقآ في بنية الدولة العميقة في السودان مسؤولين منها ..
الدولتين ديل تحديدآ عمر البشير قبل سقوطو كان فاتح ليهم البلد تمامآ .. و أجهزة مخابرات الدولتين قبل يومين من السقوط حاولت توصل معلومات التحرك للبشير لولا أنه قوش كان نجح في أنو يعزل البشير عبر عزل هاتفو و هواتف المقربين منو .. و الى حد كبير تقييد حركتو تحت حجة الدواعي الأمنية ..
الجانب التاني المجلس العسكري ما كان مرتب كفاية للسناريوهات التى ذهبت قوى المعارضة بالمشهد اليها .. من هنا بدأ التخبط ..
الرؤية الاولى للمجلس و التى كان يرتب لها بنعوف و معه زين العابدين كانت صحيحة كليآ فقط كانت تحتاج الى أعلان حكومة كفاءات و الترتيب لأنتخابات بسياسة الأمر الواقع ..
مرة أخرى تبين أن عساكر السودان لا يعرفون شيئآ عن الأستراتيجيات و التفاوض .. تقبل المجلس للأطاحة بزين العابدين صحيح أنه قوى من صلاحيات ضباط على حساب أخرين لكنه أفقد المجلس محاورآ بارعآ و ماكرآ .. أضف الى ذلك الى أن أستغناء المجلس عن زين العابدين وضع بقية الضباط المفاوضين تحت ضغط نفسي رهيب .. و هو ما تسبب في الأخطاء التى يسعون لتداركها الأن ..
من الأشياء المهمة برضو بيروقراطية الجيش كانت سبب ثالث في ردود الأفعال المتأخرة .. طريقة أتخاذ القرار في المجلس نفسها بتعيق عمل المجلس .. لأنها لم تعتمد على الطابع العسكري المعروف .. حتى يبدو لك أن من هم داخل أجتماع المجلس “سياسيين” يتشاورون عن مصير حزبهم .. و ليس ضباط ذوي خبرات أدارية و تنظيمية كبيرة ..يخضعون للتراتبية العسكرية .. و ده طبعآ واحد من أسبابو أنو الأنقلاب ذات نفسو كان على قادة الجيش و كلهم أصحاب أقدمية .. البشير نفسو مشير ..
الكباشي و طريقته في التعامل مع الأعلام أيضآ و ضعف لغته و نبرة صوته جعلته غير قادر على التعبير عن المجلس بصورة جيدة .. ياسر العطا أكثر سوءآ من الكباشي .. على الأقل الكباشي لا يداهن قوى التغيير و يورط المجلس كل مرة بتصريحات على شاكلة ” قوى الحرية و التغيير هي قائدة و رائدة التغيير في السودان ..الخ ” وددت لو اقول لياسر للعطا لو أنك تؤمن حقآ بأن التغيير صنعته قحت فمن باب أولى أن تسلمها السلطة و فورآ .. أما و أن كنت تقوله من أجل باب “القشرة” اللغوية و مغازلة قادتها .. فأن ذلك غير مجدي البتة .. لو تمكنوا من الأمر .. فستعلق مع رفقاء السلاح أيضآ ..
المعلومات في هذا التوقيت لا معنى لها .. لأن المجلس حتى و أن صرح بمعلومات حقيقية عن طابع القوات التى تهاجم الناس .. أو عن تيارات من الوطني داخل الدولة قررت ثقب مركب حميدتي و البرهان حتى لا يجدان بدآ من العودة لأحضان الحزب الأخطبوطي .. فلن يصدق ذلك أحد ..
المجلس ليس فقط بدون أعلام قوي .. بل حتى بدون خطاب سياسي .. حتى و أن توفرت اللقاءات فأن الأداء الذي يقدمه قادة المجلس ضعيف للغاية و يدل على أن المجلس يتعاطى بعقلية هواة مع الأعلام .. تمامآ كما كان يفعل البشير .. على الرغم من أن هذه المقابلات تحتاج لتدريب مسبق و تجهيزات .. قادة المجلس بروتوكوليآ غير جاهزين لهذه المهام و دونكم تحية برهان للسيسي أو حديث حميدتي عن الخطاب “الكتبو ليهو ” ..
نحن حقيقة أمام مشكلة عويصة و عصية على الحل .. انا اعرف ان المعركة القادمة أما ان يعصف المجلس فيها بقحت أو العكس .. و لأسباب موضوعية فأنني أفضل المجلس على قحت .. أسباب مرتبطة بردع و ضمان عدم أنزلاق البلد لحرب طويلة لا تنتهي ..
لكن المجلس ذاته يبدو مضطربآ و مترددآ .. مجلسآ للأيادى المرتعشة .. فلا هو أراد ان يمسك السلطة فيحكم قبضته على أمر البلد و يسعى لتطبيع حياة الناس المتوقفة .. و لا هو سلمها لقحت فنعرف مصيرنا و نجهز أنفسنا للحرب التى يجب أن نخوضها ..
عبد الرحمن عمسيب
فيسبوك