والسودان يذهب..
– وفي تجربة الصحراء العربية هناك طيور الرخم.. الطيور التي تشم رائحة الموت حين تقترب الناقة المجهدة في الصحراء من الموت.. والطيور هذه تظل محلقة فوق الناقة تنتظر موتها.
– وأحياناً الطيور هذه تشرع في أكل الناقة التي ما تزال حية
– والسودان رخم كثير يتجمع فوقه الآن.. وبعضها يقترب ويشرع في الالتهام
(2)
-و(السودان).. كلمة تخلق في عقلك صورة أكثرها باهت وكأنها اسم لشيء قديم لا صلة لك به.. بينما كلمة (سودان) هي
– هي طفلك الذي يطالبك هذه الأيام بملابس المدرسة.. وهي ابنك الآخر الذي يكرب الدافوري الآن في الزقاق.. وهي.. ( كلمة سودان).. ابنتك التي تقضي النهار كله تعيد ترتيب شعرها.. وهي كذلك كلمة تعني المهنة التي تصنع القريشات القلائل التي تعود بها إلى البيت وتدفعها للعيش والروشتة والقميص.. وهي كلمة تعني أن تنام أنت في الحوش و..
– والكلمات هذه تعرف معناها الحقيقي حين تنظر إلى الذين يتجارون الآن في أزقة العالم ( من سوريا وليبيا و..) بعد أن فقدوا ما تعنيه الكلمة هذه
– وهذا نقوله لسنوات ولا يصدقنا أحد
(2)
– وللسنوات الثلاث الأخيرة نكرر الحديث عن مشروع تقسيم دول الشرق الأوسط
– وأن السودان يقسم إلى خمس (دويلات)
– وأن التقسيم هذا يتم عن طريق (الإنهاك)
– وأسلوب الإنهاك يصنع الآن ما يسمى (الظواهر)
– فأنت تجد الآن.. وفجأة.. موجة مزدحمة من الظواهر التي تنبت من المجهول
– ظاهرة عشرين انقلاب في أسبوعين.. الظاهرة التي تعني القلق المسلح
– ظاهرة (تسقط بس) التي تعني أن المطلوب هو التمزيق.. فالمعتاد هو أن من تحاول قيادته كأنه حيوان.. يستخدم يده للرد
– وظاهرة تجمع العنصريات في كل جهة.. الظاهرة التي تجعل (مرق السودان) يطقطق
– وظاهرة تدفق محطات تلفزيونات عربية تسكب السموم عشرين ساعة في اليوم.. عن السودان فقط وكأنه.. كما تشتهي .. تحت الحريق
– وظاهرة دعم بعض الدول (لكل جهة من الجهات) المصطرعة في السودان (دعم الجهات كلها لأن انتصار جهة من الجهات شيء يجعل الصراع/ القتال.. يتوقف.. وهذا ما لا تريده الجهات تلك
– وظاهرة الدعم العلني لسفارات غربية لجهة من جهات الصراع.. وسفير بريطانيا يعلن أن الجيش هو من قام بفض الاعتصام.. ومعلومات السفير ليست هي ما يعنيه السفير بحديثه.. ما يعنيه السفير هو.. عضلاته
– وظاهرة دعم الاحتجاجات التي تستمر شهوراً.. لأول مرة في السودان
– ..
– وظواهر هي الوقود للحريق هذا
– واختفاء العملة الذي يعني عند المواطن العجز حتى عن شراء الطعام
– وظاهرة (بقع) في العاصمة تديرها العصابات
(3)
– ظواهر تتدفق
– والظواهر هذه ليست شيئاً ينبت فجأة.. فنحن هنا/ كشاهد من الشهود/ نحدث منذ عام عن
– مجموعات من الشباب يجري تدريبها في يوغندا على صناعة التخريب
– وبيوت/ ونذكر بعض الأسماء/ واجتماعات تدير مشروع (شفط) العملة
– وخلايا في الخليج ومصر وبريطانيا وكلها نحدث عنها
– وكلها هي ما يدير كل شيء في الأحداث الأخيرة
– المخابرات التي تدير مزارع الحنظل هذه بصبر طويل تسقي مشروعها من البحر الذي هو ما يغطي كل شيء
– وما يصنع أحداث الشهور الماضية هو.. العطالة!!
– مليون ونصف مليون عاطل
– والعطالة تعني (الجوع والفقر والعنوسة والجريمة والفجور واليأس)
– ومن تلتقي عنده الكلمات هذه ليس عنده بعدها.. إلا.. (تسقط بس)
(4)
– الحريق تطلقه المخابرات
– ثم؟؟
– ثم (منع) إطفاء الحريق هذا
– فأنت حين تنظر إلى الخراب والعطالة والفقر و.. يجعلك الغضب ترفع عيونك تتهم من صنع هذا
– وترفع يدك تلطمه
– والعقل يعرف أنه لا الاتهام يعالج مشكلة السودان ولا الضرب يعالجها
– والعقل يعرف أن من يطلب من العاطل الفقير اليائس أن يتحلى بالعقل.. من يطلب هذا يشهد هو أنه هو.. بلا عقل
– والحقيقة هذه هي السلاح الذي تستخدمه المخابرات لإشعال الحريق
– إذن؟؟
– والظواهر تطلق لإشعال الصراع
– والصراع.. هل هو ما يعيد العملة إلى المصارف والوظائف للخريجين و..؟؟
– والمجلس العسكري ( مهما انفرد بالحكم أو شارك في الحكم) ما هو السحر الذي يستخدمه ليسكب للمصارف وغيرها ما تطلبه؟
– استحالة مرسومة
(6)
– واستحالة العلاج شيء ترسمه المخابرات لمشروع هدم السودان بطريقة تجعل معرفة الداء شيء لا يكفي لمعرفة الدواء
– المخابرات تصنع الورطة السودانية بأسلوب قتال حيوان اللائكة
– وحيوان اللائكة هو نوع من التيتل.. والنوع هذا يتميز بأن قرونه لها فروع تجعلها شيئاً يشبه أغصان شوك السدر
– وذكور اللائكة تشتبك في القتال.. وقرونها تتداخل..
– وتتداخل بصورة تجعل انفلات كل واحد من الآخر.. مستحيلاً.. وكلا الوعلين المقتتلين يظل مغروساً في الآخر.. حتى الموت.. حتى الموت نعم
– والجهات السودانية الآن هي ذكور اللائكة
– تغرسها المخابرات التي تعرف ما تفعل
– وينفذها السوداني الذي يجهل أسلوب المخابرات
(7)
– يبقى أن حكومة تعلن في أيام بقيادة شخصية مدنية لا تخطر ببال أحد
– وأن الجامعات/ مثل الإدارة الأهلية / تشترك
– إن لم يقم حيوان اللائكة بقتل نفسه قبل ذلك
– ونشرح
إسحق فضل الله
الانتباهة