قال الموسيقار يوسف الموصلي إن الأغنية السودانية وثقت لكثير من الأحداث الوطنية العظيمة، وجعلتها مصدر فخر للأجيال المتعاقبة، من خلال رسوخ الأغنيات الوطنية عبر الحقب المختلفة، وأشار الموصلي إلى ثورة ديسمبر المجيدة، ووصفها بالعظيمة مع تقديره واحترامه لثورتي أكتوبر وأبريل، لأن ثورة ديسمبر عكست المفاهيم العميقة لشباب السودان الذين خرجوا بشعار السلمية، وقدموا نماذج عظيمة لرقي الشعب السوداني، لفتوا بها أنظار العالم، وأضاف الموصلي في حديثه لبرنامج مساء جديد بقناة النيل الأزرق، أن الثورة الأخيرة أظهرت عدداً كبيراً من المبدعين زينوا الشوارع برسوماتهم، وملأوا الفضاء بأشعارهم وأغنياتهم وسلوكياتهم التي أزالت الجهوية والعرقية.
الموصلي قال أيضاً إنه أنتج أكثر من (20) عملاً غنائياً من وحي ثورة ديسمبر، كلها مستلهمة من هتافات الثوار وأهزوجاتهم الرائعة.. مشيراً الى امكانية الاستفادة من إبداع الشارع، ومن الأعمال الشعبية كما فعل هو من خلال أغنية (بلدنا نعلي شانا)، التي كان الهدف من تقديمها في ذلك التوقيت هو دعم إتفاقية السلام، التي وقعها السيد محمد عثمان الميرغني، والراحل جون قرنق، حيث صاغ الشاعر عبدالوهاب هلاوي كلمات رائعة تناسبت والحدث.
وأضاف الموصلي إنه كان في منتصف فترة الثمانينات مع الفنان الكبير محمد وردي بالقاهرة، والذي أسمعه أنشودة (ياشعبا تسامى)، وكان متحمساً لتقديم الأغنية لشعوره بقدوم ثورة، وبعد حوالي شهرين تقريباً كانت ثورة أبريل، وقدم وردي أيضاً (عرس السودان) وهي من الأعمال الوطنية العظيمة، لأنه بذل فيها عصارة فكره اللحني، وأحدث فيها شحنة من التنوع وهذا ليس بغريب على وردي، لأنه النموذج الأول في تطور الفنان بطريقة مرتبة، وأعماله تنافس بعضها، وهو فنان صعب أن يتكرر.
واختتم الموصلي حديثه لبرنامج مساء جديد مشيداً بالحراك الفني الذي أحدثته ثورة أبريل الأخيرة، التي ألهمت عدداً كبيراً من الفنانين الذين دعموا الثورة بأغنيات وطنية رائعة، طوعوا من خلالها اللهجة السودانية، لتنتشر خارج السودان، الى جانب مشاركات الأساتذة محمد الأمين، وأبوعركي البخيت، وغيرهم من المطربين.
صحيفة آخر لحظة