المبادرة الجنوبية .. الأفضل والأصدق

متفائلُ أنا بجهود وفد الوساطة الجنوبية، الذي بعث به رئيس دولة الجنوب الفريق أول “سلفاكير ميارديت” قبل يومين ، فالجنوبيون أقرب لنا ، ولديهم خطوط تواصل قديمة مع قيادات في تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير من بينها الدكتور “محمد يوسف” القيادي بالحركة الشعبية – جناح “عبدالعزيز الحلو” وغيره .
كما أن قائد الوساطة المستشار الأمني للرئيس الجنوبي السيد “توت قلواك” يعرف السياسيين في شمال السودان بشكل جيِّد ، ولديه علاقات ممتدة في مجتمعات الخرطوم ، ما يمكنه من إحداث اختراق كبير في المشهد الجامد الذي تعيشه بلادنا منذ أسابيع في أعقاب فض اعتصام القيادة .
التقى “توت قلواك” أمس بقيادات من تجمع المهنيين ، كما التقى بزعيم حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” ، وقد تسربت أنباء عن تقدم كبير في مفاوضات الوسيط الجنوبي مع الطرفين ، المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير .

لحكومة الجنوب ، غير العلاقات التاريخية العميقة مع شمال السودان ، مصلحة حقيقية في عودة الاستقرار للحكم في السودان خلال الفترة الانتقالية ، لأن السودان هو الراعي والضامن الوحيد لاتفاق السلام بين الفرقاء الجنوبيين الموقع في الخرطوم العام الماضي . وقد تسلّم الاتحاد الأفريقي اعتراضاً رسمياً من حكومة الجنوب ضد قرار تعليق مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد الأفريقي ، باعتبار أن هذا القرار يؤثر سلباً على إجراءات تنفيذ اتفاقية سلام الجنوب التي لم تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية ولا الاتحاد الأوروبي ، بل كان دورهما مخذلاً ومتآمراً على الاتفاقية مع أن دولة الجنوب صنيعة أمريكية – أوربية !
إننا من منطلق وطني ندعو جميع الأطراف السودانية إلى التجاوب بجدية وعقلانية مع المبادرة الجنوبية ، لعلمنا وثقتنا بأنها خالية من الأجندات الغربية والإقليمية ، فالجنوبيون إخواننا ، ومصلحتنا من مصلحتهم ، وأمننا أمنهم ، واستقرار السودان يعني استقرار الجنوب .

سبت أخضر .

الهندي عزالدين
المجهر السياسي

Exit mobile version