عايزة تفسير للفرق بين انو يحكم علماني أو غيرو؟

السؤال :
عايزة تفسير للفرق بين انو يحكم علماني أو غيرو ، في النهاية الناس عايزة حاكم عادل بغض النظر عن ديانتو، وزي ما شايفين الدول المتقدمة الحاكم كافر والعدل مطبق فهناك اسلام بدون مسلمون وعندنا مسلمون بدون اسلام ، وأيا كان الحاكم لا يسلب الدين من قلوبنا فلا هو داعية ولا امام بالمساجد مهمتو الوحيدة بنيان السودان من جديد ، دي نظرة الأغلبية العظمى من الناس.
ارجو التوضيح وجزاك الله خير
.
#الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيك وأحسن إليك، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، والناس يظنون أن الحكم منقسم بين إسلامي لص أو علماني مستقيم، وتلك إذاً قسمة ضيزى؛ فليس بالضرورة أن يكون الإسلامي لصاً ولا أن يكون العلماني متعففاً، بل وجد في الإسلاميين من هم أهل صلاح واستقامة، ووجد كذلك في العلمانيين من هم لصوص متغلبة، والقضية ليست كذلك، بل للحكم مقاصد في شريعتنا، وأول هذه المقاصد إقامة دين الله عز وجل، بمعنى تطبيق أحكامه والحرص على شرائعه، إذ الحاكم خليفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ الدين وسياسة الدنيا به، فليس الحاكم مخولاً في أن يشرع من القوانين ويضع من الأنظمة ما يعارض به شرع الله عز وجل، هذه هي القضية، وإلا فليس من غرضنا أن يحكم إنسان ذو لحية أو عمامة أو أن يكون إمام مسجد أو مؤذناً، وليس من غرضنا إقامة دولة دينية – ثيوقراطية – يتحكم فيها رجال الدين كما كان حاصلاً في أوروبا في العصور الوسطى، بل المراد أن يحكم القوي الأمين العادل الحفيظ العليم، ويوكل كل أمر إلى أهل الاختصاص فيه، من اقتصاد أو سياسة أو تعليم أو ثقافة أو أمن أو دفاع ونحو ذلك مما لا تقوم الدول إلا على أساس منه… والقضية التي عليها النزاع الآن يا أختي أن بعض الناس جاء يريد أن ينحي شريعة الله عن حياة الناس، ويغير القوانين المستمدة من ديننا مما نعتقد أنه لا خيار لنا في تنحيتها لأن الله تعالى يقول {وأن احكم بينهم بما أنزل الله} ويقول {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فقال بعضهم: يجب تحرير الدولة من الدين!!! وقال: يجب تحييد الدين!! وقال آخر: جئنا لنحارب الدولة الإسلامية!!! ونحن نقول: الشعب ما ثار على الدين، ولا كان كارهاً للدين، بل الدين وحب الدين متغلغل في نسيج الإنسان في السودان، وإنما الشعب ثار من أجل عيش كريم وحريات مضاعة وظلم مشاع، الشعب يريد من يحل له مشاكله في السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة، وسبحان الله منذ جاء هؤلاء الناس ما تكلموا عن شيء من ذلك، بل غاية همهم أمران: أولهما النزاع على الكراسي، وثانيهما محاربة الدين بالتشكيك في ثوابته والطعن في رموزه.. أما قولك بأن الدول الغربية فيها عدل!! فهذا صحيح وكل ما فيها من عدالة لا يتنافى مع ديننا، ومطلوب منا أن نستفيد من تجاربهم ونتعلم من ممارساتهم؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.

د. عبد الحي يوسف

Exit mobile version