مفروش، فكرة عرض للكتب المختلفة (الثقافية ،الفكرية، الفلسفية، السياسية، العلمية) علي الارض، مبادرة بدأت منذ مطلع الالفية الثانية وتعد اشهر معرض متحرك للكتب وهي فكرة تجعل الكتاب في متناول القراء ذوى الدخل البسيط والطالب وكل طالبي الثقافة والمعرفة والفكرة تدعو الى عودة واحياء مكانة السودانيين في الثالوث الثقافي العربي (القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، والخرطوم تقرأ) هذه المقولة القديمة، التى تبدلت الان واصبحت الخرطوم تكتب وتطبع وتقرأ، الحراك الشبابي الثوري استدعت الفكرة لتعم السودان فكانت مكتبة الاعتصام التي تضج بالقراء من الجنسين .
يقول دهب حسين دهب الطالب بكلية الاداب جامعة الخرطوم والمسئول عن المكتبة إن مكتبة الاعتصام تضم آلاف الكتب الثقافية و تدعمها مجموعة مكتبات (موافئ، ايماض وبدوي الثقافية) وبعض اصحاب المكتبات المنزلية الكبيرة الذين يقومون بالتبرع بكتبهم القديمة منها والحديثة لصالح تثقيف الشباب ومعرفتهم في مختلف ضروب المعرفة .
واوضح دهب ان عرض الكتب في ساحة الاعتصام بدأ قبل دخول شهر رمضان باسبوع مبينا ان الفكرة بدأت لاتاحة الفرص للاطلاع علي الكتب والقراءة داخل ساحة الاعتصام مشيرا الي انها وجدت اقبالا وقبولا كبيرين وسط الشباب، موضحا الى اسعار الكتب معقولة للقراء الشباب الطالبين للمعرفة والثقافة حتي في ظروف الاعتصام .
وقال إن الخدمة الأهم التي يوفرها “مفروش” هي خدمة تبادل الكتب بين المتواجدين بساحة الاعتصام عبر العرض وأن “مفروش” ستتواصل فى عرض الكتب طيلة فترة الاعتصام مشيرا الى ان فكرة ممارسة تبادل الكتب لا تقدمها معظم المكتبات السودانية أو أصبحت قليلة نسبة لارتفاع اسعار الكتاب وانصراف الناس للقراءة الالكترونية السريعة .
وسط المجموعة المتحلقة حول الكتب المعروضة تقدمت (سونا) بسؤال لعدد من المتواجدين عن فكرة مفروش داخل اسوار الاعتصام، واجابت احدي الزائرات للمكتبة بابتسامة عريضة (ان كل مانشاهده داخل الاعتصام مفيد الكتاب وامكانية انك تتعامل مع ناس بيقروا واذا عاوز اي انواع الكتب بتلقي زول يتعامل معاك الفكرة رائعة بالجد) .
وعلق احمد الريح طالب هندسة قائلا “الكتب المفروشة للبيع دي شفتها قبل سنين قرب الجامع الكبير في الخرطوم لكن حسي ما شايفا ، انا بتعامل مع النوع دا من العرض لانو بلقي كتب رخيصة مقارنة بالمكتبات” ،
وقالت نهلة محمد احدى مرتادي مكتبة مفروش إن كل الصور داخل الاعتصام مثيرة للاعجاب فكرة تعليم الاطفال فاقدي السند هناك في الجانب الشمالي من الميدان وتحفيظ القرآن للراغبين ومحاولة ادماج حتي المشردين في عمل نافع أو المساعدة في تحضير السجاد للافطار وكل الصور دي بتقول انو الشعب السوداني واع ومثقف بالفطرة وكمان فكرة توفير الكتاب والاطلاع حاجة اكثر من مفيدة .
وبالرجوع لفكرة عرض الكتب علي الارض نجد ان فكرة “مفروش” التي عمل عليها الشاعر والناقد مأمون التلب، في محاولة لاستعادة مِزاج القراءة إذ حرص مأمون عبر “جماعة عمل الثقافية” على تنظيم يوم في الأسبوع لشراء وتبادل الكتب المستعملة في “ساحة أتني” بوسط الخرطوم، أو ما يعرف بالسوق الأفرنجي آنذاك، وغطى ذلك النشاط على غياب الفعل الثقافي، وتدهور المكتبات العامة فالكتب على اختلافها، حتى النادر منها، تعرض على باحة مفروش، ما اتاح سانحة للاطلاع المجاني .
سونا