خيم الإحباط وخيبة الأمل على الشارع السوداني بعد الإعلان عن تعثر المفاوضات أمس بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير بشأن نسب التمثيل في مجلس السيادة للفترة الانتقالية ورئاسته، بسبب إصرار كل طرف على الهيمنة على المجلس.
وسهر السودانيون ليلة أمس حتى وقت متأخر من الليل في انتظار “أخبار سارة” من القصر الجمهوري حيث تجري المفاوضات، كما قضى المعتصمون أمام قيادة الجيش بالخرطوم وهم يستعدون للاحتفال بتوقيع على الاتفاق النهائي، ليفاجؤوا بوصول المفاوضات إلى طريق مسدود.
“الشباب في الاعتصام كان يحدوهم أمل لغد تتحقق أهداف ثورتهم، لكن أملهم تحول إلى إحباط بعدما تسربت إليهم الأخبار بفشل المفاوضات” كما تقول إجلال الفاضلابي على صفحتها على فيسبوك.
ويتساءل رمضان أحمد “إذا كان المجلس السيادي جسما تشريفيا، ما الذي يمنع أن يتولاه العسكر ويتولى المدنيون مجلس الوزراء بصلاحيات واسعة؟”.
ترتيبات العصيان
ومن جهته أعلن تجمع المهنيين مضيّه في ترتيبات الإضراب والعصيان المدني، لاستكمال وتحقيق أهداف الثورة.
وأضاف في بيان نشره بموقعه على فيسبوك أن المجلس العسكري يشترط متعنتًا أن يكون مجلس السيادة برئاسة عسكري وبأغلبية للعسكريين، وهذا لا يستوفي شرط التغيير ولن يعبر عن المحتوى السياسي للثورة،
وجدد تأكيده على أن شرط قوى التغيير هو سلطة مدنية بكامل هيكلها، وأن يقوم الجيش بحمايتها كواجب وطني.
علامة صفر
وكتب القانوني سيف الدولة حمدنا الله أن العقبة التي لا يريد المجلس العسكري أن يفهمها -والتي تزيد من إصرار الذين يفاوضونه على عدم حصوله على أغلبية مقاعد السيادة- هي أن المجلس العسكري حصل على علامة صفر في الامتحان التجريبي وفي كل المواد خلال فترة الأربعين يوماً التي حكم فيها البلاد والعباد.
ويدخل في ذلك -والقول لحمدنا الله- المادة الوحيدة التي كان يعتمد عليها المجلس في تحسين مجموعه العام بحكم طبيعته النظامية وهي الأمن وتأمين الثورة والثوار، فقد تم قتل الثوار الذين احتموا به في الطريق العام وعلى بعد ياردات من مكاتب أعضاء المجلس.
ويتساءل: كيف يريد المجلس العسكري أن يقبل الشعب بحصوله على السيادة بعد أن جعل فرحة الشعب بطعم العلقم خلال فترة الاختبار، وأدخل اليأس في قلوب الذين كانوا ينتظرون سقوط النظام حتى يتحقق لقتلاهم القصاص، ولضحايا التعذيب العدل.
تفاؤل بالقادم
ويبدي هشام علي تفاؤله لأن “التفاوض لم يصل لاتفاق كامل بعد” لكنه يضيف أن هناك ثوابت لا بد من توضيحها تتمثل في عدم التنازل عن المطالب “والثقة في أن الذين فوضناهم لن يخذلونا، نحن يد واحدة لذلك نجحنا وكروتنا في يدنا نستخدمها بوعي”.
وينصح محمد هشام الجزولي المجلس العسكري بأن يكون ذكيا ويتحرك قبل ما يتم تصنيفه كانقلاب عسكري كامل الدسم، والوعي الثوري مرتفع”.
ويكتب محمد ضي بشارة أن العصيان المدني الشامل كرت مهم وناجح جدا ولكن بكثرة التلويح به قد نفقد هذا الكرت.. لذلك “يجب تنفيذه الآن”.
منح الثقة
أما الإعلامي حامد الناظر فيرى أن “الوقت مناسب لتدخل وساطة وطنية ومسؤولة، ويعتبر أن الصادق المهدي رجل حكيم ويمكن استثمار خبرته في الوساطة.
ويطالب الشارع بألا يفقد ثقته في وفد قوى إعلان الحرية والتغيير “فهذا هو الشيء الوحيد الذي يقويهم ويعطينا الأمل في تحقيق الهدف”.
ومنذ 6 أبريل/نيسان الماضي، يعتصم آلاف السودانيين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، بعد الإطاحة بنظام عمر البشير.
والأربعاء الماضي قال المجلس العسكري إنه اتفق مع قوى إعلان الحرية والتغيير بشكل كامل على هياكل وصلاحيات أجهزة السلطة خلال الفترة الانتقالية، وهي مجلس سيادي، مجلس وزراء، مجلس تشريعي.
المصدر : الجزيرة نت