دكتورة مي..
نسكت أسبوعين لأننا نريد أن يظل التجمع يبدع ويبدع..
فلو أننا كتبنا لعشرة أعوام ما كشفنا أعشار ما كشفه التجمع عن حقيقته في أسبوعين..
وفي حديثنا اليوم نركم أحاديث ما وراء الأبواب.. وفيها أهل التجمع يتساءلون
إن نحن لم نستجب لإنذار البرهان.. ترى ماذا يفعل.. وماذا عندنا من قوة لنفعل..
وبعض الأحاديث هو أن نرفع المتاريس وفي ساعتين وبعد رفض استمر شهراً يصبح استجابة لنهرة برهان ..
استجابة تطقطق لها الركب .. لأن شيئاً كثيراً كان يرقد تحتها..
( وقصة المتاريس هي أن التجمع.. بالمتاريس كان يقول إن السيد هو أنا .. وأن البرهان برفض المتاريس كان يقول السيد هو أنا
وكبكبة الاستجابة لصرخة برهان كانت هي من يحدد من هو السيد
والقوم خلف الأبواب قبلها وبعدها تشاجروا..
( قبل أسبوعين كان البرهان يعرض بهدوء اقتراح رفع الحصار في مقابل الاشتراك في الحكم)..
وقبلوا…
والشيوعي يصرخ..
وماذا عندنا إن نحن رفعنا الاعتصام…؟. لا شيء..
وزحام كثيف يا دكتورة يقع..
ونسكت نحن لأسبوعين.. لأننا نعرف أن ما وراء الأبواب.. سوف يخرج للناس ( براهو)
وأنه مثل الحمل الحرام..
سرية … ثم السرية تنفضح قليلاً ببطن يكبر.. ثم تنفضح كثيراً بصراخ الولادة . ثم بمولود يجري في الشارع بسيقانه..
المولود ذاته الذي يتجارى في الشارع الآن ويراه الناس..
وبعض ما يجري في الشارع الآن ويصرخ هو شيء فيه كل شيء.
فيه العمل الخارجي والمخابرات..
وفيه الذكاء اللذيذ والغباء الذي ينجب السخريات..
(٢)..
وقبل شهور خمسة.. بداية عمل التجمع.. عمل يخرج من المساجد..
وأمس بداية رد الناس.. عمل يخرج من المساجد ..
أكثر من خمسمائة وعشرين مسجداً يخرج أهلها بدعوة خفيفة.. بداية.. لما في البطون..
فمن السخريات.. أن الثورة كانت تستغل ( الشحن) للنفوس.. الشحن الذي صنعه اختفاء العملة ..
والجمعة الأخيرة الناس يستغلون الشحن الذي أطلقه ناس التجمع في نفوس الناس.. وجعلهم يكرهونه
فالتجمع ببراعة يطلق سيلاً بارعاً..
يطلق سيل الشتائم الهائلة في مواقع الشبكة .. يسيء للجيش ويفقد الجيش..
ويسيء لبعض جهاز الأمن ويفقد جهاز الأمن.. ويطلق الشباب خلف المتاريس يذلون المواطنين في الشارع .. ويفقد الشارع..
والتجمع ينسى أنه حين يطلق الشباب يقومون بتفتيشك في الشارع إنما يقدمون لك إذلالاً رائعاً
والتجمع يطلق إعلامه اشتراك حركات التمرد لحصار القيادة..
( والإعلام الأبله ينسى أنه لا شيء يستفز الجيش مثل أن تأتي بعدوه المقاتل ليحاصره وأنت ترقص معه..)
وإعلام التجمع يطلق الشيء الوحيد الذي لا يحتمله أحد ..
يعلن عداءه للدين .. وتسجيلات لا تنتهي لمن يجعلون أنفسهم قادة يعلنون هذا..
والتجمع إعلامه يتحدث ببذاءة عن حميدتي وعن قواته
السيل هذا جعل كثيرين خلف أبواب التجمع يصرخون في وجوه بعضهم ويقولون إنكم تدمرون الثورة
والمساجد تتدفق الجمعة الأخيرة لأن إعلام التجمع فرش لها البساط الأخضر
ونسكت/ دكتورة مي.. حتى نفسح الطريق لإعلام التجمع الذي ( بطلع ميتين التجمع)
ويكشف الوجه الحقيقي لكل شيء
وبالمناسبة نسكت لأن البعض ينصحنا بألا نشير بما تقوم به مخابرات دولة معينة .. بالخرطوم..
فالدولة تلك وحين ترى حقيقة ما يذهب إليه الأمر من فشل التجمع.. تتحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين..
( ونحن بالتالي لا نكتب.. حتى لا نشير إلى الحيوان الذي له ذيل طويل .. ويذبحونه في الضحية .. ويقول ( بااااااع) .. والذي هو الفيل ..)
(٣).
دكتورة
صباح اليوم هذا.. البرهان يستأنف الحوار..
ويستأنف كلمة خاطئة وهي تعني البناء على ما سبق.. بينما الأمر القادم هو.. أن الحوار يبدأ من الصفر..
وتشيرين دكتورة مي .. إلى أن مقالنا الذي يصدر صباح الانقلاب نفسه.. انقلاب ابنعوف.. كنا نختمه بسطر يقول إن
( شيء يقع هذا الصباح قبل صدور الصحيفة هذه من المطبعة.. يبدل كل شيء.. كل شيء..)
ولا شيء يبدل كل شيء في الدول إلا الانقلاب.. والمقال الذي تشيرين إليه.. نكتبه قبل عشر ساعات من الانقلاب.. وما نحدث به اليوم.. والأيام القادمة نعرفه قبل ساعات وقبل أيام..
ونوشك أن نحدث بما سوف يقع.. لكن أيام السكوت علمتنا أن السكوت أفضل..
وتعبنا من الكتابة ونلقاك غداً.. إن شاء الله..
فنحن.. قد سلمنا الصحيفة ما يكفي من المقالات
اسحق فضل الله
الانتباهة