تحكي الطرفة أن هنالك قرية كان كل سكانها من الأغبياء والمغفلين!! وكانت في طريق هذه القرية بئر يسقط فيها كل مرة واحد من أهالي القرية، فيتم حمله إلى المدينة المجاورة لعلاجه أو دفنه في مقابر القرية، اذا مات!!
عندها قررت القرية أن تجتمع لحل مشكلة هذه البئر، فحضرت عن بكرة أبيها، شيباً ونساءً وأطفالاً، وعقدوا اجتماعات استمرت لشهور لسماع مقترحاتهم!!
فصعد الأول وقال: أقترح أن نضع قرب البئر أكفاناً، فإذا سقط أحدهم ومات عجلنا بدفنه، وإكرام الميت دفنه!!
فصفقوا له!!
ثم صعد الثاني وقال: أقترح أن نعين للبئر حارساً، فإذا رأى شخصاً سقط فيها يركض ليخبر القرية بأن شخصاً سقط في البئر فنسرع لإنقاذه!!
فازداد التصفيق حرارةً!!
أما عمدة القرية فكان صامتاً لا يبدئ اي رأي فقالوا له: لم نسمع لك قولاً يا عمدة؟
فقال: أقترح أن نردم هذه البئر ثم نحفر بئراً مثلها قرب المستشفى، عندها ارتفع التهليل والتكبير، وقرروا أن ينتخبوه رئيساً للبلاد لأربع سنوات قادمة..)!!
ما حدث أننا ظللننا ننتظر اجتماعات ومشاورات ومسودات ترفع وأخرى ترفض، ومجلس عسكري يتعنت وقوى تغيير تعتذر، ثم تمخض الجبل فولد فأراً.
حيث جاء في التصريح الصحفي لقوى الحرية والتغيير أن التفاوض بينهم وبين المجلس العسكري انتهى فيما انتهى اليه الى تشكيل مجلس وزراء مدني من الكفاءات، وتشكيل مجلس تشريعي مدني قومي انتقالي بعضوية (٣٠٠)، أي نعم (٣٠٠) الواحدة دي.. اليست هذه الإنقاذ في نسخة ثانية؟!
لماذا (٣٠٠) عضو ؟؟ لماذا هذا العدد المهول؟ أليست هذه نفس دوامة عشرات الأعضاء وعشرات العربات والمخصصات والحوافز؟ هل رجعنا لنفس مربع الكيزان الأول؟
ثم ألم نقل بدل المرة مليون أن عدداً كبيراً من هذه الأحزاب والتي ينوون حشرها في العملية السياسية ليس لها وزن على ارض الواقع، ولا تعادل عضويتها سوى رئيس الحزب، وأحدهم يحمل له حقيبته وآخر يبذل جهده ليقوم بركن سيارته في ظل شجرة.
هذه هي الأحزاب والأجسام التي اتخمنا بها، هؤلاء لن يقدموا للوطن شيئاً، لأنه ليس في جعبتهم شيء من الأساس وفاقد الشيء لا يعطيه، هم لا يعدون أن يكونوا طلاب سلطة وغنيمة.
اعيدوا توزيع هذه المقاعد للشباب للكفاءات، للقادرين على العطاء، للذين يعملون من دون رفع واجهات دعائية (ناس شوفوني) وأولئك الذين هربوا من مركب الإنقاذ ليلحقوا بقطار الثورة حتى لو يقيفوا شماعة.
بالله عليكم لا تكرروا نسخة الإنقاذ، يكفي جداً إنهاك الخزانة العامة بالمزيد من المصاريف والأعباء.
خارج السور
كتبنا أول أمس ونكتبها اليوم.. لا لتترييس الشوارع الجانبية، لا لتتريس شوارع النيل والحرية والصحافات والستين وبحري وأم درمان وغيرها، هذه المتاريس لا تخدم الثورة في شيء.. من أراد أن يقيم ترساً فليقمه في القيادة العامة… وما دون ذلك هراء لا معنى له.
سهير عبد الرحيم
الانتباهة