رحيل المبدعة المصرية – السودانية “محسنة توفيق”

الحب قبل الخبز احياناً
رحيل المبدعة المصرية – السودانية
محسنة توفيق

رحلت الفنانة القديرة والمبدعة محسنة توفيق عن دنيانا الي ملكوت الخلود في ٦ مايو ٢٠١٩م، تميزت محسنة وصعدت الي القمة في دور بهية في فيلم العصفور ليوسف شاهين وأضحت بهية رمزا لمصر بكاملها، لاحقا قال عنها يوسف شاهين عملاق الإخراج في السينما المصرية بانها (من مجاذيب السينما المصرية)، ظهرت في اعمال عديدة في التلفزيون والسينما في مسلسلات اللص والكلاب، ام كلثوم، المفسدون في الأرض، وليالي الحلمية وغيرها، وفي السينما في وداعاً بونابورت وديل السمكة والزمار واسكندرية ليه وقلب الليل والبؤساء والحب قبل الخبز أحياناً.

لقد كانت محسنة توفيق وطنية وذات مواقف سياسية واضحة منحازة للناس العاديين وشاركت في الثورة المصرية، وكانت هذه اخر اعمالها العظيمة.

ترجع أصول محسنة توفيق الي منطقة المحس في شمال السودان، لقد حضر جدها للدراسة في الازهر واستقر في مصر وربطتها صلات بالسودانيين، وكانت تعتز بأصولها السودانية وهي ليست الوحيدة في ذلك، فالرئيس أنور السادات و(ست البرين) والعديد من الباشوات المصريين واحمد زكي ترجع جذورهم الي السودان، وهي علاقة منسوجة بدماء الملايين وبترهاقا يعبر النيل شمالاً، وهي علاقة متدفقة مثل مياه النيل القادم من اودية افريقيا منذ الالاف السنين ، ان حضارة وادي النيل بناها الافارقة السود على طول وادي النيل، ضفافاً واودية وصحراء، وحينما نقول ذلك ليس من باب التباري الاثني او العرقي بل احقاقاً للحق والانصاف الإنساني وهكذا اثبت العالم السينغالي الكبير الشيخ انتا ديوب في اطروحته العظيمة للدكتوراه حول (الأصول الزنجية للحضارة المصرية القديمة) من جامعة السربون، ان العرب و الافارقة يعيشون في نفس شروط التعبية والتخلف، كما ان العرب المتواجدين في افريقيا اكثر منهم في اسيا، اننا فقط ندعو للإنصاف الإنساني فكل البشر أبناء انبياء يعودون في اصلهم الي النبي ادم وحواء كما أوردت الديانات السماوية، ما اجمل الفضاء الإنساني متحداً والعالم قرية كونية ملك للجميع، ووداعاً محسنة توفيق.

بقلم
ياسر عرمان

٨ مايو ٢٠١٩م

Exit mobile version