سلوك فضائحي جديد من بعض أحزاب “الفكة” – كما يحلو للبعض تسميتهم – بعد استخدامهم الكراسي والاشتباك بالأيدي كوسيلة للتعبير! يصر المجلس العسكري على الاجتماع مع أحزاب ومكونات ليست لها قيمة، عرفها الناس وحفظوها عن ظهر غيب.
السبب هو “التوافق” وإرضاء الجميع، وإظهار الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف.
ورغم أن الفريق ياسر العطا تحدث عن تكوين تنسيقية مع قوى الحرية والتغيير الأمر الذي رفضته بعد المكونات إلا أن الفكرة والمبدأ يبدو غريباً بعض الشيء.
إن كانت قوى الحرية والتغيير ذات نفسها غير متوافقة بالقدر الكافي، فما الذي يجعل المجلس العسكري يعتقد أن بإمكانه إرضاء البقية وإحداث توافق بين أحزاب هذا هو سلوكها ومنهجها؟!
بلا مقدمات، شهدت قاعة الصداقة أمس، حالة من الفوضى والهرج بعد اشتباك ممثلي أحزاب بالأيدي مع بعضهم البعض، ثم استخدام الكراسي وتكسيرها لدرجة إلغاء الفعالية نفسها.
اللجنة السياسية بالمجلس العسكري كانت قد دعت تلك الأحزاب والمكونات التي تضم منظمات وتحالفات وشخصيات لتقديم رؤاهم حول الفترة الانتقالية، وهو ما دل بأن الموضوع بات “مفتوحاً” لكل من هب ودب خاصةً من الذين دعوا من قبل الرئيس المعزول عمر البشير للترشح لدورة رئاسية جديدة!
كيف يقول المجلس إنه أقصى الوطني وسمح بمن ابتدر فكرة ترشيح البشير “شباب حول الرئيس” بالحضور لتقديم رؤاهم؟!
ما هي القيمة المرجوة من ذلك؟ وما الفائدة الحقيقية التي يمكن أن تخرج من لقاء كهذا؟
حينما تتحدث قوى الحرية والتغيير وتتهم المجلس بعدم الجدية والتباطؤ في إيجاد مخرج للحل، يبدو ذلك حقيقياً بالنظر لما حدث في قاعة الصداقة أمس. لمَ يُتعب المجلس نفسه ويتسلم أوراقاً ورؤى من مئات الأحزاب والمكونات حول الفترة الانتقالية ويذهب للتفاوض مع الحرية والتغيير؟! لم يَبْدُ تنظيم مثل هذه اللقاءات ضعيفاً وعشوائياً وكأن القصد منه “مكاواة” لا أكثر. ها هي الأحزاب وبتحطيم الكراسي للبقاء في الكراسي، أحرجت الجهة الداعية وهي “المجلس”، وشوشت على المشهد السياسي السوداني أمام الرأي العام الخارجي، وأضحكت الداخل عليها وعلى مبتدر الفكرة.
لينا يعقوب
السوداني