لجان المقامة بميدان الاعتصام.. ضرورة أم واجب؟

منذ بداية الاعتصام في السادس من أبريل الماضي تجد أفرادا من المعتصمين يقومون بتنفيذ إجراءات لضبط الدخول والخروج من وإلى ساحة الاعتصام، وكانت في بداياتها لاتحمل صفة واضحة أو هوية لمن يقوم بها إلا أنه وعقب سقوط النظام البائد بدأت تظهر مسميات منها لجان المقاومة أ، ب وج…. وغيرها.

والملاحظ أن لجان المقاومة بساحة الاعتصام منظمة بصورة جيدة، حيث يتم تفتيش الرجل بمكان يختلف عن النساء وبمختصين من الجنسين وبتعامل راقٍ وشعارات راقية منها على سبيل المثال لا الحصر (ايدك فوق التفتيش بالذوق) ( أمن المعتصمين بالتفتيش الرصين) ( والمابقبل التفتيش.. خائن) وغيرها من الشعارات.

ومن تفاصيل هذه القصة تحكي إحدى ممثلات لجان المقاومة بساحة الاعتصام أن هناك طرائف كثيرة أثناء عملهن، حيث حكت أنها أثناء أدائها لعملها جاءت سيدة من رعايا إحدى الدول الأوربية قلت لها بلغة إنجليزية ما معناه (تفتيش)، ردت عليّ بالعربي (تفتيش بالذوق) فضحك جميع الحضور، وقالت إن هذا الرد يؤكد أن المفردات المستعملة في ساحة الاعتصام وجدت حظها من الانتشار وهو مايمثل نقلة نوعية أسهمنا خلالها بعكس صورة زاهية للسودان خارجيا من خلال كلمات سودانية خاصة ظلت حبيسة الإدراج طيلة حكم نظام الإنقاذ البائد.

ومن ضمن حكاويها بحسب ما أوردته (وكالة السودان للأنباء) قالت إن هنالك رعايا من دولة جنوب السودان يأتون إلى ساحة الاعتصام، مرت بنا مقيمية من جنوب السودان فبعد أن قمنا بإجراءات التفتيش أجهشت بالبكاء، فتجمع حولها عدد من الحضور وبعد أن قمنا بالواجب تجاهها بإعطائها الماء وتهدئة أوضاعها سألناها ما الذي جعلك تبكين؟ قالت إني تذكرت وأنا مواطنة سودانية والآن أصبحت ضمن رعايا دولة أخرى فتمنيت أن أكون إحدى كنداكات الاعتصام لحبي لوطني الكبير، فأنا ولدت وتربيت هنا وكل أصدقائي هنا، ولذا دمعت عيناي حبا وشوقا ورغبة في المشاركة ولان أبي له الرحمة كان يحكي لي عن مشاركته في انتفاضة أبريل 1985م وكيف كان الشعور، فختمت كلامها بأن يتحقق السلام في السودان شماله وجنوبه وأن يوفق السياسيون في إيجاد آلية لعودة البلدين إلى دولة واحدة وفق أسس واتفاقيات تراعي مصالح الطرفين.

وأضافت عضو لجان المقامة أن الطرائف كثيرة ومتعددة أذكر منها أن بعض النساء يرفضن التفتيش بحكم أنهن لايحملن شيئا، فنرد عليهن بأننا نعلم بخصوصية مستلزمات المرأة ونحن أيضا مثلكن، والهدف من هذا التفتيش هو إجراء روتيني لسلامتك وسلامة من هن بساحة الاعتصام.

وأخريات يقمن من تلقاء أنفسهن بفتح حقائبهن والطلب بفحصها، وقالت إن غالبية هذه الإجراءات كان في بداية الاعتصام، أما الأن فأصبح غالبية من يأتون إلى ساحة الاعتصام يستجبن من تلقاء أنفسهن بتنفيذ إجراءات التفتيش.

تقرير : عماد الدين محمد الأمين
سونا

Exit mobile version