أول الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنَّة، بل وكان سببا في إسلام 6 من العشرة المبشرين بالجنة، ووزير النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم وصاحبهُ، ورفيق هجرته إلى المدينة المنورة.. إنه الصحابي الجليل أبوبكر الصديق الذي رافق النبي ودافع عنه منذ بزوغ فجر الإسلام حتى وفاته.
ولد أبوبكر الصديق، عبدالله بن أبي قُحافة التيمي القُرَشي، في مكة بعد عام الفيل بسنتين ونصف السنة، وكان من أغنياء قُريش في الجاهليَّة، وأول مَن أسلم مِن الرجال الأحرار.
ويقال إن أبا بكر لم يكن يشرب الخمر في الجاهلية، فقد حرمها على نفسه قبل الإسلام، وكان من أعف الناس في الجاهلية، كما رُوي أنه لم يسجد لصنم قط.
كان أبوبكر الصديق كثير السفر والتنقل بين البلدان بحكم عمله كتاجر، وكان غير مُقتنع بعبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع بشيء، وفي المقابل كان دائم التفكر في الكون الفسيح، وكثير التساؤلات حول جماله، وإبداع خلقه، وكانت علاقة أبي بكر بالنبي قوية، وكان يُصدقه في جميع أقواله، فعندما بُعث النبي دخل أبوبكر في دين الإسلام دون تردد أو خوف، وكان أول مَن آمن من الرجال، وفرح النبي فرحاً كبيراً لإسلام صاحبه.
بعد اعتناقه الدين الإسلامي، بدأ الصديق يدعو إلى دينه الجديد مَن وثق به من قومه، فأسلم على يديه: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف، فانطلقوا إلى النبي محمد ومعهم أبوبكر، فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن وأنبأهم بحق الإسلام فآمنوا، بل وأصبحوا من العشرة الذين بشرهم النبي بالجنة في حياتهم.
ثم جاء أبو بكر بعثمان بن مظعون، وأبي عبيدة بن الجراح (وهو من العشرة المبشرين بالجنة أيضا)، وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم فأسلموا، كما دعا أبوبكر أسرته وعائلته، فأسلمت ابنتاه أسماء وعائشة، وابنه عبدالله، وزوجته أم رومان، وخادمه عامر بن فهيرة، وذلك وفقا للمصادر التاريخية.
الهجرة وحفظ القرآن
هاجر أبوبكر رفقة النبي مُحمد من مكة إلى المدينة، ولما مرض النبي مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر بأن يَؤمَّ الناس في الصلاة، وبُويع أبوبكر بالخلافة في اليوم نفسه الذي توفي فيه الرسول محمد، الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتد كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحُكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الرِّدة، بدأ الصديق بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشَّام، ففتح مُعظم العراق وجزءا كبيرا من أرض الشام.
كما جُمع القرآن في عهد أبي بكر، حيث استُشهد في حروب الردة الكثير من حفظة القرآن، فتنبه الصحابة لهذا الخطر العظيم، وعلى الفور أشار الصحابي عمر بن الخطاب على أبي بكر الصِدّيق بجمع القرآن لحفظه وحمايته من الضياع، فكلَّف الصِدِّيق زيد بن ثابت -وكان من كتِّاب الوحي- بهذه المهمَّة.
توفي أبوبكر يوم الإثنين 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ، وكان عمره 63 سنة، فخلفه من بعده في خلافة المسلمين آنذاك الصحابي عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين.
بوابة العين الاخبارية