لكى تكتمل الصورة !!

* كلما حاول البعض أن يدفع بالجهود الرامية الى الخروج من الأزمة وبلورة صيغة حكم معقولة يشارك فيها العسكريون، تحظى برضاء الشعب وقبول المجتمع الدولى، يعيدنا المجلس العسكرى الى الوراء ويلقى المزيد من الشكوك حوله بأنه صنيعة كيزانية، بسبب تصرفاته الغريبة والمرفوضة !!

* خرج علينا قبل يومين الناطق الرسمى للمجلس العسكرى الفريق (شمس الدين الكباشى) بتصريح عن جدية محاولاتهم لاعتقال (الفاسدين)، وكأن الفساد هو الجريرة الوحيدة التى ثار من أجلها الشعب على النظام المخلوع، ولم يرتكب النظام جريمة غيرها رغم آلاف الجرائم التى أرتكبها ولا تحتاج لادلة وبراهين وشهود لإثباتها أمام المحاكم، وكان من الممكن للمجلس أن يبدأ بها لو كان في صف الثورة بالفعل، ولكنه من الواضح يهوى العيش في جلباب ابيه، ولا يريد أن يخلعه!!

* حتى المحاولات التى يصفها الفريق (كباشى) بالجدية في اعتقال الفاسدين، لا يراها ولا يسمع بها أحد إلا على لسان الناطق باسم العسكريين الذين إحتكروا المجلس العسكرى بحكم وظائفهم القيادية التى منحها لهم النظام السابق، ولولا الثورة المجيدة لكانوا الآن (خارج الخدمة) لوصولهم الى اعلى رتبة عسكرية ليس بعدها إلا المعاش!!

* بل إن الشعب لا يعرف حتى الآن من هم المعتقلون وأماكن إعتقالهم، بينما ظل المجلس العسكرى يخرج علينا كل يوم بحديث معسول على لسان (كباشيه) بانه على استعداد للسماح للصحفيين بالتأكد من وجود معتقلين، بدون أن يمنح هذا (السماح) المزعوم تأشيرة دخول الى المعتقلات المزعومة ورؤية المعتقلين .. وكُلى ثقة بانه سيخرج علينا قريبا جدا بمسرحية سيئة الاخراج لتجميل هذا (السماح) لإقناع الرأى ىالعام بمزاعمه المثيرة للضحك والسخرية !!

* دعكم من المعتقلين واماكن وجودهم .. ومسرحية (السماح)، وسياسة (بسمارك الداخلية)، وخلونا مع السياسة (الخارجية) والعدد الهائل جدا من مجرمى النظام المخلوع الذين يوجدون خارج المعتقلات، ولم تراود ذهن المجلس الموقر أية فكرة لتحذيرهم من الظهور العلنى ــ دعك من اعتقالهم ــ حتى لا يرموه في الحرج ويفسدوا عليه المسرحية الهزلية البايخة بأنه (إقتلع) المخلوع إنحيازا لثورة الشعب، وليس طاعةً لاوامر (الحركة الإسلامية) التى قررت التضحية به للبقاء على المشهد السودانى، بدلا عن خسران كل شئ .. وقد لخصتُ ذلك في مقال نشر قبل الانقلاب العسكرى بيومين، يمكن لمن يريد الاطلاع عليه، أن يجده في صفحتى على (الفيس بوك) ـ zoheiralsarraj@facebook.com

* من المضحك او المثير للشفقة والرثاء .. ان بعض هؤلاء الخوارج يرتدون الآن الجلاليب ناصعة البياض، تغمر وجوههم الفرحة والسعادة والبشر وهم يطلقون الاحاديث في المناسبات الاجتماعية وعلى المنصات واجهزة الاعلام، بأنهم شاركوا في صناعة الثورة، بل ويطالبون بنصيبهم، ويحلف أحدهم (بطلاق تلاتة) بدون حياء او خجل بأنه صانع التغيير الوحيد ولولاه لما تحرك الجيش، رغم شراكته للنظام المخلوع، بحكم الموقع الحساس الذى كان يشغله، في كل الجرائم التى ارتكبها، ولكنه لا يزال يتمتع بكامل حريته، ويسرح ويمرح حاملا على ظهره الدماء المسفوكة والأموال المنهوبة التى يراها الجميع ما عدا المجلس العسكرى، الذى يتركه حراً طليقا يفعل ما بدا له، وليس ذلك غريباً على من نشأ وترعرع وتربى في عهد الفساد والتمكين واللعب بالدين!!

* ولكى تكتمل الصورة المضحكة ومحاولات المجلس العسكرى العبثية لملاحقة المجرمين، كان لا بد من تعيين نائب عام لا يرى من كل الجرائم التى ارتكبها زعيمهم إلا جريمة تتعلق بالمال، ولا اشك انها (هى نفسها) مجرد تمثيلية لذر الرماد في عيوننا وإيهامنا بجديتهم في محاسبة النظام المخلوع !!

* كما كان لا بد من تكليف القاضى (عباس على بابكر) لرئاسة الهيئة القضائية، وهو الذى يعرف الجميع بانه الابن المدلل للنظام السابق وربيب الكيزان الذى اشرف على مسيرة الهيئة القضائية الى الساحة الخضراء ترفع لافتات العار (تقعد بس) تأييدا للنظام المخلوع عندما كانت كتائبه تقتل المتظاهرين السلميين في الشوارع وتطاردهم داخل البيوت !!

* السيد (الصادق المهدى) قال في حديث لاحدى الفضائيات، انه لا يثق في القضاء لانه مخترق .. الآن ردوا عليك، ووضعوا لك هذا الاختراق على رأس الجهاز القضائى، لو عاجبك !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version