في أحد مقاطع الفيديو التي إنتشرت مؤخراً على الوسائط الإجتماعية كشف الفريق محمد حمدان (حميدتي) ، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقائد قوات الدعم السريع، عن تفاصيل ما دار بين القيادات العسكرية والرئيس المخلوع عمر البشير قبيل تنفيذ الانقلاب العسكري وعزله.
وقال الفريق (حميدتي) في مقطع الفيديو إنَّهم (طرحوا الأزمة السياسية أمام البشير في ساعاته الأخيرة كرئيس قبل خلعه”، مضيفاً: “سألناه: ما الحل؟) ، فردَّ عليهم بالقول: (نحن مالكية، ولنا فتوى تبيح لنا قتل ثلث المواطنين المحتجين ليعيش البقية بعزَّة) كما نقل (حميدتي) عن البشير زعمه أن (المتشددين من المالكية يفتون بقتل 50% من المواطنين) !
مما جاء في هذا الفيديو الخطير على لسان (حميدتي) يمكنك عزيزي القارئ أن (تاخد فكرة)
عن مدي الحب والعشق الذي يكنه الرئيس المخلوع لمواطني هذا البلد والذي أراد (لولا عناية الله) أن يريح نصفهم من عناء الدنيا و(مشاكلا) ويبعثهم إلى حيث لا أمنيات تخيب ولا كائنات تمر !
وهذا الحب العميق الواضح لا يحتاج إلى أي دليل فالرئيس المخلوع لم يكن (يفوت مناسبة) إلا ويتغزل في هذا الشعب وينعته بأجمل النعوت والصفات الرقيقة فتارة أفراده (مندسين) وأخرى (شذاذ أفاق) وثالثة (عملاء) إلى ما تلك الصفات الجميلة التي لم يسبق لرئيس ان بذل مثلها في حب شعبه .
غير ان العبدلله (محتار حقيقة) في كيفية تنفيذ (قتل) عشرين مليون من الشعب (المعترض) على (حكمه) ، فهل سيستخدم (الرئيس المخلوع) الغاز أم الكهرباء ام (الكيميائي) أم النووي ؟ بالفعل فإن هذا السؤال يحتاج إلى إجابة شانه شان سؤال آخر يتفرع عنه وهو : أين سيتم دفن هؤلاء العشرين مليون؟ أم أن (الرئيس المخلوع) سوف يقوم بإذابة أجسادهم في (الأحماض) مستورداً الفكرة من دول الجوار؟
أكثر ما يلفت النظر في فكرة قتل نص الشعب هذه هي أنها تستند إلى شرعية دينية تعضد تمسك الرئيس المخلوع ونظامه بالمشروع الحضاري الذي تنادوا به فالراجل لم يكن يريد قتل نصف شعبه (قلة أدب ساي) بل بمصوغ ديني (مالكي) وعلى الطريقة الإسلامية .
للعجب العجاب فإن نظام يدعو رئيسه إلى قتل نصف الشعب يطالب بعضهم بعدم إقصائه من الحياة السياسية وأن يمنح الفرصة لإعتلاء سدة الحكم من جديد ! (عشان يطلع زيتنا مثلاً) ، ورئيس يخلعه الشعب قبل أن يبيد نصفه لا يعلم هذا الشعب عنه شيئاً سوى أنه في مكان (أمن) حسب ما يؤكده المجلس العسكري الذي يطالبه الشعب بمعرفة مكان هذا (القاتل) وبث مقطع يثبت تواجده حتى (يطمئن قلبه) .
على الرغم من أن نية الرئيس المخلوع في قتل نصف الشعب توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن لا مكان (للحنية) في قلبه وانه لا وازع يردعه عن سفك الدماء من أجل بقائه في كرسي الحكم إلا أن (المجلس العسكري) لا يزال يتعامل معه ومع زبانيته برقة ولطف ولين لا يتناسب مع ما إرتكبوا من جرائم وما كانوا يخططون لها لكن عزاء هذا الشعب الصابر أن (الحساب) قادم لا محالة لكل من إقترف في حقه جرماً على الرغم من (المماحكات) والمحاولات المستميته من (المجلس) بأن يكون من ضمن صلاحياته المستقبلية إفشال هذا الحساب (الولد) لكن هيهات !
كسرة :
شخصيا إذا صدر بيان من المجلس العسكري غداً بأن المخلوع قد تمكن من الهرب إلى جهة غير معلومة فلن أستغرش !!
كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة