وحشية الصراع في أفريقيا الوسطى

[JUSTIFY]
وحشية الصراع في أفريقيا الوسطى

يحكى أن الأمم المتحدة أخيراً جداً اعترفت أن ما يجري في جمهورية أفريقيا الوسطى هو تطهير اثني، بكل ما يحمل هذا التعريف من معانٍ وحشية ولا إنسانية، فما تفعله المليشيات المسيحية المعروفة باسم (مكافحة بالاكا) ضد الأقلية المسلمة في بانغي العاصمة وبقية مدن ومناطق أفريقيا يندرج تماماً في باب التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ويصل بالإنسان إلى أقصى مراحل التوحش والدموية. والمأساة الكبرى التي يواجهها مسلمو أفريقيا الوسطى الآن تتمثل في أن “جنود قوة حفظ السلام الدولية عاجزون عن وقف التطهير العرقي بحق المدنيين المسلمين في غرب جمهورية أفريقيا الوسطى”، وعن مطالبة المجتمع الدولي “بوقف سيطرة ميليشيات انتي-بالاكا ونشر قوات بأعداد كافية في المدن التي يهدد فيها المسلمون”.. هذا اعتراف صريح للأمم المتحدة نقلته وسائل الإعلام.. فمن لهم؟

قال الراوي: الصادم في الصراع غير المتكافئ الدائر الآن في أفريقيا الوسطى أن كل هذه الجرائم الوحشية يتم توثيقها بالكامل عبر الفيديو والصور، وبعضها يتم إنجازه أمام مرأى من القوات الدولية (الفرنسية) أو غيرها دون أن تبادر بالتدخل لإنقاذ ضحايا هذا العنف الدموي، وما يثير الحيرة حقاً أن بعض مقاطع الفيديو المنتشرة لعمليات التعذيب والتقتيل التي تتم لمسلمي أفريقيا الوسطى عن طريق رجال مليشيات (مكافحة بالاكا) تتم في الشوارع والساحات العامة وأمام المارة؛ الذين يعبرون بقرب الصحفية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، دون أن يتوقفوا أو يلتفتوا أو أن يبدوا أي إِشارة تعاطف أو خوف أو تضامن أو… كأن المشهد (الوحشي) الذي يجري أمامهم شيء عادي ولا جديد فيه!

قال الراوي: هل يمكن للكراهية وحدها أن تؤسس لهذا القدر من العنف الدموي المقرون بحالة من التشفي المرضي الحاقد تجاه إنسان أعزل وحيد مقيد اليدين ومعصوب العينين، مثلما يظهر في كثير من المقاطع المتداولة عن مقتل مسلمي أفريقيا الوسطى على يد أفراد بالاكا؟ هل يبرر الاختلاف الديني أو العرقي هذه الوحشية؟ هل يمكن أن نجد تفسيراً لهذه الدموية ورغبة الانتقام التي قد تكون حافزاً لهؤلاء القتلة اللا إنسانيين؟ أم هو السقوط أو الحضيض الذي هوى إليه الاثنان (القاتل والضحية) ما يبرر هذا الجنون؟

ختم الراوي؛ قال: العالم مشغول بقضايا كبرى، ليس من بينها ما يجري من تطهير عرقي في أفريقيا الوسطى.

استدرك الراوي؛ قال: ولماذا ينشغل العالم ببلد أفريقي فقير ليس به بترول أو معادن أو ما يغري بالتدخل!

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version