غابة من أقفال الغرام تغزو جسر العشاق في كولن الألمانية

غابة من أقفال الغرام الملونة، تمتد على طول جسر بمدينة كولن الألمانية، تروي قصصًا وحكايات عن العشق الأبدي، فقد تعاهد العاشقان على بقاء الحب متدفقًا في روحيهما، تمامًا كجريان نهر الراين، أسفل الجسر، الشاهد الوحيد الذي يخبئ مفاتيح الأقفال ليحفظ سر العشاق إلى الأبد.

على امتداد أكثر من أربعمئة متر، وارتفاع يتجاوز المترين، تتراكم أقفال الغرام على جسر هوهنزولرن، أو جسر المحبة وفق التعريف الشائع، الذي يصل بين ضفتي نهر الراين في مدينة كولن الألمانية، رابع مدن البلاد، والواقعة في مقاطعة نورث راين فستفالن، غرب ألمانيا.

استمد الجسر اسمه ”هوهنزولرن“ من اسم عائلة أباطرة حكمت ألمانيا في عهود سابقة، وينتهي أحد طرفيه عند كاتدرائية الدوم الضخمة، فأصبح الجسر والمنطقة المحيطة بها ملاذًا للعشاق والسياح، فهي تعج بالمقاهي والمطاعم إضافة إلى المباني الأثرية القديمة والمتاحف، فضلًا عن محطة القطارات الرئيسة في كولن.

هذا التمازج بين الأبنية والمرافق الحديثة وبين الأوابد التاريخية العريقة، حول الموقع إلى مقصد سياحي بامتياز، وهو يجذب العشاق، بصورة خاصة، الذين يسعون إلى إغلاق دائرة الحب للأبد بقفل يكتب عليه اسما العاشقين، مع قلوب ورموز صغيرة تعبر عن الحب المهدد بالتلاشي إن لم تتم حمايته بهذا الطقس الفريد.

واللافت أن هذا الجسر الحديدي الضخم لا تعبره السيارات، فهو مخصص لعبور القطارات، إذ يعبره نحو 1200 قطار يوميًا، على ستة مسارات، مع ممشى جانبي لعبور المشاة، والدراجات الهوائية، يفصله عن السكك الحديدية سياج شبكي هو الذي يعلق عليه العشاق أقفال حبهم، والتي وصل عددها إلى نحو مئتي ألف قفل معلق في كل ركن وزاوية.

وتقدر دائرة السكك الحديدة في كولن وزن الأقفال بأكثر من أربعين طنًا، فضلًا عن عشرات الأطنان من المفاتيح تحت مياه الراين، وهو ما دفعت الدائرة إلى التحذير من هذا الوزن الزائد الذي بات يشكل خطرًا على حركة القطارات، وهي تسعى لإزالتها.

بدأ بناء الجسر هوهنزولرن العام 1907 إلى غاية العام 1911 حيث تم افتتاحه من قبل القيصر فيلهلم الثاني، وتم تدمير أجزاء من الجسر خلال الحرب العالمية الثانية ليعاد ترميمه وإعادة بنائه بين عامي 1946 و1950.

إرم نيوز

Exit mobile version