ميديا بارت: السودانيون يخشون من سرقة ثورتهم

تقول أوليفيا ماكادري مراسلة موقع “ميديا بارت” الفرنسي في الخرطوم إن الاتفاق على تشكيل مجلس انتقالي الذي توصل إليه المجلس العسكري الانتقالي في السودان والمعارضة السبت الماضي لا يزال غير واضح، وإن أكثر ما يخشى عليه المتظاهرون هو سرقة ثورتهم من بين أيديهم.

ويضيف التقرير أن المحتجين الذين يواصلون اعتصامهم تحت نوافذ الجيش بوزارة الدفاع على قناعة بأن قرار الجيش منح السلطة للمدنيين تحت قيادة المجلس العسكري يعتبر من بقايا الدكتاتورية التي يريدون إسقاطها.

وتنسب المراسلة للباحث إريك ريفز القول “لم تكن هناك إرادة للسلطة، ولا حتى فكرة أن حركة الاحتجاج التي بدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي ستؤدي للإطاحة بالرئيس البشير، وإنه لم يكن مخططا لكل لهذا، لكن ما حدث قد حدث”.

المخابرات حاولت اختراق حسابات الناشطين ونشر معلومات مضللة (غيتي)

خبرات.. مخابرات
وتضيف المراسلة أن قوى إعلان الحرية والتغيير استفادت من تنوع خبرات أعضائه، بما في ذلك استخدام الشبكات الاجتماعية، مشيرة إلى أن المواطن مروان الكنزي (رئيس قسم الاتصالات والصور في تجمع المهنيين) هو مصدر غالبية مقاطع الفيديو والصور والمعلومات المنشورة على موقعي فيسبوك وتويتر، مما يسمح للمتظاهرين بتنظيم أنفسهم.

ووفقا للمعلومات التي جمعها موقع ميديا بارت، فإن أجهزة المخابرات السودانية -التي لفتت انتباهها تلك المهارات- حاولت حجبها وأنها اتصلت بالعديد من الشباب المعروفين بمهاراتهم في القرصنة لاختراق الحسابات الشخصية وصفحات الشبكات الاجتماعية لأعضاء تجمع المهنيين.

ونسبت المراسلة إلى المواطن حسن القول “لقد اتصلوا بي في ديسمبر/كانون الأول، وأرسلوا لي لقطات من جميع الحسابات التي أثارت اهتمامهم وطلبوا مني أن أفعل شيئا حتى أتمكن من التلاعب بما قيل في تلك الصفحات”.

وتشير إلى أن حسن أضاف أنهم بعد فترة “كانوا واضحين معي، وأخبروني أنهم يريدون نشر معلومات لتشويه سمعة الحركة وتقليل قوتها الضاربة”. وتضيف أن حسن أوضح أنه قاوم وتذرع بأمور عديدة حتى سقط النظام.

الشعب السوداني بأطول احتجاجات عرفتها البلاد لإدراكه أن توحده الفرصة الوحيدة في عدم عودة البشير وضياع الحلم (رويترز)

عوامل نجاح
بالإضافة إلى وجودها على نطاق واسع على الأراضي السودانية وقوتها التعبوية على شبكة الإنترنت، فإن حركة تجمع المهنيين يصعب على المراقبين الدوليين فهمها، خاصة أن قيادتها غير معروفة، وإن اتهمت بها شخصيات وسجنت منذ البداية كالأستاذ بجامعة الخرطوم محمد يوسف أحمد مصطفى والطبيب محمد ناجي.

ويضيف ريفز أن ما يجمع الشعب اليوم في أطول احتجاجات عرفتها البلاد ليس القضية المشتركة فقط كالسلام والحرية والعدالة، بل لإدراكه أن توحده الفرصة الوحيدة في “ألا يعود نظام البشير بطريقة أو بأخرى، فيضيع الحلم”.

وفي ختام تحقيقها، تساءلت المراسلة: هل الاتفاق بين المجلس العسكري والمعارضة -الذي لم تعرف تفاصيله بعد- سيكون كافيا للحد من المظاهرات والتهديد بالإضراب العام، مع أنه لا يوجد شيء على الورق يضمن في الوقت الحالي النهاية الفعالة للحكم العسكري.

الجزيرة الاخبارية

Exit mobile version