بعضُ خوف

*وشيءٌّ منه مطلوب هذه الأيام..
*فمن أخطر الأمور – في مثل مرحلتنا الفارقة هذه – النوم في العسل..
*وصديقٌ من ضباط الشرطة يهاتفني فجر الأمس..
*ويقول لي ضاحكاً )والله مقالاتك الأيام دي تخوف…بتصديق الواقع لها(..
*وهو شرفٌ لا أدعيه…فالواقعبمثابة امتحان مكشوف..
*ليس أيام الثورة هذه وحدها…وإنما ما قبلها من أيامٍ – وأيام – أيضاً..
*فكل ذي بصيرة كان يعلم أن أيام الإنقاذ باتت معدودة..
*وحده البشير – والذين من حوله – ما كانوا يعلمون…وفي غمرتهم يعمهون..
*ومسؤول جهاز حساس قلت له نحواً من ذلك…في عز الثورة..
*قلت له : إن لم تضحوا بالبشير سريعاً فسوف )يأخذكم معه في الباي باي(..
*سيأخذ النظام بكل منسوبيه…وإرثه…وتمكينه..
*فما أستشعره – قلت له – أن البشير لم تعد مشكلته مع الناس…وإنما مع السماء..
*ولا أحد يقدر على مغالبة السماء إن قضت أمراً..
*فالبشير أوغل في الكذب باسم الدين…والفسادباسم الدين…والقتل باسم الدين..
*ومن يحسب أنه يغش الله – من بعد الناس – فليحذر غضب الله..
*وما أكثر الذين ما بكت عليهم السماء والأرض – من الطغاة – وما كانوا منظرين..
*فأبدى المسؤول اندهاشاً مما سماه جرأتي على التنبؤ..
*وما كان تنبؤاً من تلقائي…ولا رجماً بالغيب ؛ وإنما هي نذرٌ تكاد تنطق… وتصرخ..
*ونذرٌ أراها الآن أيضاً تحيط بالثورة…ومجلسها العسكري..
*ولكن الفرق بين البرهان والبشير أن الثاني هذا ما كان يستمع إلا لصوت نفسه..
*ثم أصوات بعض الذين يمثلون بطانة سوء من حوله..
*بينما البرهان – وصحبه – يصيخون السمع لنبض الشارع…وثورته…و صحافته..
*ولذلك يبدون وكأنهم يستجيبون إلى الذي نكتب..
*وهو الشيء الذي أخاف محدثي الشُرُطي بين يدي استجابة جديدة ؛ تخص الشرطة..
*وربما تتكشف معالمها اعتباراً من الغد ؛ بإذن الله..
*ورغم كامل احترامنا للشرطة فإن نفراً من كبار منسوبيها اختاروا الرهان الخاطئ..
*فالرؤساء يذهبون…وكذلك الأنظمة…وتبقىالشعوب..
*ثم تبقى السيرة العطرة بين الناس – وأضابير التاريخ – إلى ما بعد مفارقة الوظيفة..
*وما زلنا نتخوف ؛ في أجواء ثورة مفرحة..
*ولن يزول هذا الخوف إلى بتواضع كلٍّ من الثورة والمجلس على كلمة سواء..
*فالمجلس محقٌ بتحديده سقف الفترة الانتقالية بعامين..
*والثورة محقةٌ في ضرورة تجاهل من تمسكوا بسفينة الإنقاذ حتى لحظة غرقها..
*والمجلس محقٌ في اضطلاعه بمهام السيادة..
*والثورة محقة في مخاوفها من إعادة انتاج الدكتاتورية…فتجارب التاريخ مريرة..
*ومهما يكن فليست هذه بالمشاكل التي يستعصى حلها..
*سيما مع وجود البرهان ومجلسه )ناقصاً الثلاثة(…ومع وجود محمد المصطفى..
*وتبقى المخاوف ما بقيت الثورة المضادة تتربص..
*بينما ثورة الشعب تفتقر إلى ما يعبر عنها شعراً…وغناءً ؛ كحال أبريل الأولى..
*تفتقر – في ليالي الخوف هذه – إلى صاحب :
*خوفي تنساني…وتنساها الليالي !!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version