من البرامج المصاحبة للتطورات السياسية بالسودان الان ؛ الانشطة الدبلوماسية ؛ الرسمية ضمن أنساق البرتكول او الناعمة وهذه تتوزع بين الرصد والتحليل وتقديم الإقتراحات للمحطات الرئيسية في رئاسات الدول ؛ ورغم ثقتي المطلقة في وطنية العناصر الاساسية لقوى المعادلة الداخلية وبشكل اساسي في المجلس العسكري وساحة الإعتصام وان ظروف الخروج والتغيير يغلب فيها تفاعلات الداخل لكن وبشكل لا يمكن إنكاره فإن للخارج حضور انجز بعض جوانب التهيئة باعمال مباشرة او غير مباشرة يقوم على توظيف إقتناص بعض لحظات الشرود الذهني و(الدربكة) وهنا تتحق امكانية إحراز هدف تذهب نقاطه لطرف ثالث مقبل من الجانب المظلم في المسرح !
وميزة هذا النوع من القادمين انه يهدف بارتياح وفي الزاوية التي تناسبه ؛ واضح ان بعض الدول فحصت التربة الداخلية جيدا وصنفت عناصر الربح وادوات الخسارة وعرفت اوزان كل الأطراف فايقنت دول مثل تركيا وقطر انها خرجت ولو مرحليا من المولد ما لم تطرأ مستجدات فانصرفت اذ تجاهل انقرا ما يحدث ومضت الدوحة عبر وزير خارجيتها من واشنطن لتؤمن على خيار منح السلطة للمدنيين وفق مطالب الشعب (تقرأ هنا الإعتصام وقوى التغيير) فهي في نظرها قوى تقديم السبت افضل لها من إنتظار احد قوى اخرى محسوبة على محور المقاطعة والمعني هنا الطرف العسكري وهذا ربما يفسر تاخر وصول الوفد القطري والإكتفاء بمساندة برقية او مهاتفة جريا على العرف الدبلوماسي المعتاد في مثل هذه الظروف ؛
وبالمقابل ابدت الإمارات والسعودية مساندة غير مترددة ويشمل هذا مصر بدعم فوري وربما يتطور من حيث النسب والتفاصيل ؛ وحتى على الارض فقد كان لافتا ان يلتقي السفير السعودي والاماراتي بالسيد جعفر الميرغني مركز القيادة الإتحادية دون بقية الاطراف في المشهد السوداني بما في ذلك تجمع المهنيين وهي إشارة الى ان لدى ابوظبي والرياض يقين بأن الإتحاديين هم مركز ثقل في المشهد الحالي وهذه حقيقة ربما يهدرها واقع الاثر الصوفي في الكيان الكبير والذي له ضمن قوى التغيير اكثر من (7) فصائل إذا دخلت مجتمعة موحدة بعد الفترة الإنتقالية فمؤكد ان (محمد ناجي الاصم) يصلح لان يكون اول رئيس وزراء منتخب يوازي عمره بداية وصول الصادق المهدي للحكم وهو في الثلاثينات ؛ لذا اظن ان السعودية والامارات لهما بعد نظر ربما لم تتمتع به قوى اخرى داخلية وخارجية وعليه انصحكم بحفظ البوست لمقبل الاشهر والسنوات.
محمد حامد
فيسبوك