الثمانينات.. وجامعة الخرطوم.. وفي ندوة قهوة النشاط.. وبينما كان الطالب الإسلامي( .. وهو الآن إعلامي مشهور) يتحدث.. الشيوعية تقاطعه لتصرخ في الناس..
هذا الكوز الذي يدعي الطهارة .. هو من أفجر الناس.. ثم تقول..
لقد راودني أنا عن نفسي..
والحشد من الطلاب هناك يصرخون به
رد… رد..
والطالب الإسلامي يتردد لحظات .. ثم يقول.. وكأنه يعترف
: في الحقيقة.. اه اه اا .. أنا راودتها عن نفسها.. وهي قبلت..
والفتاة لم تعد بعدها للجامعة..
والأسلوب ذاته ( أسلوب شنق الخصم بلسانه).. هو ما يدير الأحداث الآن ..
وحديث التجمع المهتاج عن تسليم السلطة.. يجعل الفريق حميدتي في خطاب إذاعي..
طلبتم إبعاد البشير.. أبعدناه
طلبتم إبعاد ابنعوف أبعدناه
طلبتم إلغاء الطوارئ ألغيناها
قال.. والآن جاء دورنا نحن لنطلب..
وما نطلبه ابتداءً هو فض الاعتصام..
والتجمع يرفض فض الاعتصام..
والرفض يصبح إعلاناً يجيب على سؤال ( السلطة عند من)
وأحاديث عارمة في المواقع.. وسلوك عارم .. أشياء كان يمكن أن يعبر بها الناس..
لكن السلوك هذا يجعل حميدتي يعلن في غضب محدثاً التجمع ليقول..
لا نقبل السلوك المنحرف في الشارع العام..
(٢) .
وطلبات كان يمكن أن يعبر بها الناس.. لكن أسلوب الطلبات ( الذي يتجاوز.. الضغط السياسي إلى الاستفزاز) .. يجعل بعض قادة المجلس.. يقول في إشارة شديدة الذكاء
: نعم .. نحاكم كل مجرم في السودان .. ابتداءً من مذبحة الجزيرة أبا ..
والجملة لها رنين قوي عميق..
واجتماع السيسي مع رؤساء أفارقة حول الوضع في السودان يطلق عند السودانيين سؤالاً يقول
هل كان يمكن أن يقوم اعتصام.. أمام قيادة الجيش المصري..؟
(٣)
والسودان يصبح محور العالم وأحاديثه..
وأسلوب شنق البعض بلسانه يستمر ..
ومحطة تلفزيونية حين تسأل حميدتي عن موقف قبيلته من السلطة.. يجيبها بأنه عليها أن تعلم أنها تتحدث مع نائب رئيس الدولة وليس زعيم قبيلة..
والمحطة البلهاء التي تصر على الإساءة للرجل.. تعيد السؤال..
والفريق حميدتي ينزع السماعة وينهض…
(٤) ..
وحوار الأحداث الآن ينطلق بألف أسلوب ..
وأوروبا عن أحداث السودان تقول.. إنه إن تخلى الجيش عن الحكم.. أصبح السودان نسخة من ليبيا..
( وليبيا ما يقتتل فيها الآن هو حكومة حفتر العسكرية ضد حكومة السراج الأهلية )
ومحطات تحدث عن أن الجهات التي تزدحم في الثورة السودانية الآن هي سبع عشرة جهة.. وفي جوف كل جهة منها .. ما بين خمس إلى عشر جهات..
وأن ذهاب المجلس العسكري يعني انفلاتاً هائلاً..
وحين يذهب البعض إلى التوافق بين الإسلاميين وغيرهم.. واللقاء في نقطة مشتركة.. يقول آخر..
في أيام الرومان.. الذين ينازعهم اليهود.. يقترحون لقاءً بينهم وبين اليهود في نقطة مشتركة
قالوا لليهود..
نتفق على أن نضع تماثيل لآلهتنا في معابدكم .. وأن نسمح لكم بوضع تمثال للإله الذي تعبدونه في معابدنا ..
كل شيء يبدو وجهه الآن وكأنه ينظر في مرايا ( ادجار الن بو) الكاتب الأمريكي.. وللكاتب هذا مرايا مهشمة في إحدى قصصه.. حين ينظر فيها أحدهم.. تمسك بيده وتظل تجذبه إلى داخلها والرجل يقاوم في فزع..
والمرايا تمزع ذراع الرجل من الكتف والذراع تختفي داخل المرايا..
وما نعرفه هو أن النزاع الذي يقترب.. لن يكتفي بمزع ذراع السودان وحده
يبقى أن إشاعة.. إضراب الشرطة … كذب…كذب .
إسحق فضل الله
الانتباهة