خبراء عن “قمة القاهرة” حول السودان: تجابه سموم قطر وتركيا

قال خبراء ومختصون إن القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان التي استضافتها القاهرة، الثلاثاء، تجابه السهام المسمومة لقطر وتركيا التي يحاول تنظيم الحمدين إطلاقها ضد الدور العربي المساعد للخرطوم.

واستضافت القاهرة، الثلاثاء، القمة بمشاركة عدد من رؤساء الدول الأفريقية تشاد والصومال ورواندا وجيبوتي والكونغو وجنوب أفريقيا، للتشاور في التطورات السياسية على الساحة السودانية، وطرح حلول لمواجهة تحديات المرحلة الحالية التي تواجه السودان.

وأوصى البيان الختامي للقمة التشاورية بضرورة قيام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بتمديد الجدول الزمني الممنوح للسلطة السودانية، لانتقال السلطة من المجلس العسكري الانتقالي إلى حكومة ديمقراطية مدنية في السودان.

وطالب البيان بأن تكون مدة الجدول الزمني ثلاثة أشهر بدلاً من 15 يوماً، لتنتهي منتصف يوليو/حزيران المقبل بدلاً من نهاية الشهر الجاري.

وعن تحديات المرحلة الحالية التي تواجه السودان ودور مصر المحوري في مساندة الشعب السوداني، استطلعت “العين الإخبارية” آراء خبراء متخصصين في الشأن الأفريقي.

أهمية الاجتماع

وفيما يتعلق بأهمية توقيت عقد الاجتماع، قال السفير محمد الشاذلي، سفير مصر الأسبق لدى السودان، إن “القاهرة أدركت أنه لا يمكن تحقيق استقرار أي دولة دون استقرار النظام الإقليمي التابع لهذه الدولة، وأنه لا يمكن أن تعيش دولة في جزيرة منعزلة في حالة سلام واستقرار والمحيط حولها في حالة اضطراب وعدم استقرار”.

وأضاف: “لهذه الأسباب دعت مصر الدول الأفريقية ودول الجوار للاجتماع كي تتعاون الدول جميعا من أجل المصالحة والوساطة بين الأطراف المتصارعة في السودان لحلحلة هذه الأزمة ومنع دخول السودان في حلقة مفرغة من الصراع يكون نتيجته وبالا على الجميع”.

ويرى الشاذلي أن جميع المشكلات تفاقمت في العالم العربي الآن بسبب تدخل قوى أجنبية سواء في ليبيا أو سوريا أو العراق.

وقال: “كل هذا يشير إلى أنه إذ ترك الأمر لأصحاب الإقليم يمكن حل الأزمة بسلام وبفاعلية”، مختتما قوله “الأمور تتعقد وتتداعى إذا زاد عدد الدخلاء الذي يمتلك كل منهم أجندته الخاصة ولا يسعى إلى مصلحة الدولة أو الإقليم”.

تحديات كبرى

وقالت أسماء الحسيني، الباحثة في الشؤون الأفريقية، إن “السودان دولة مهمة ومحورية للأمن القومي المصري والأفريقي”، وإن “أمن مصر واستقرارها يرتبط بالأوضاع السياسية في الخرطوم، خاصة أن الوضع الراهن يمثل تحديا كبيرا ضد السودان وأبنائه”.

وأوضحت أن التحديات الإقليمية والدولية التي تهدد أمن السودان، تتعلق بالمدة الزمنية التي أمهلها الاتحاد الأفريقي للسودان لتسليم الحكم إلى قيادة مدنية، فضلًا عن التدخل القطري – التركي في السودان.

وأكدت الحسيني أن “النظام السوداني السابق للرئيس عمر البشير عمل على جلب قوى معادية للمنطقة مثل الدوحة وأنقرة، من أجل عرقلة السلام في القارة الأفريقية”.

وأضافت “نظام البشير لا يزال يمثل هاجسا للسودان، كما أن الحلف القطري – التركي لا يريد ترك السودان تمضي في مرحلة انتقالية هادئة تؤسس لدولة قوية وديمقراطية”.

وتابعت الحسيني: “بل يسعى هذا التحالف إلى ضرب استقرار السودان ومجابهة الدور العربي المعاون للخرطوم وشعبها”، منوهة بأن “قطر تحاول توجيه سهام سمومها ضد الدور العربي في السودان، خاصة بعد تقديم الإمارات والسعودية مساعدات للشعب السوداني تقدر بنحو 3 مليارات دولار”.

وأكدت أن دور مصر الداعم للسودان يتمثل كونها رئيسة الاتحاد الأفريقي لهذا العام، ما يساعد في محاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية، للخروج من مرحلة الفوضى ورسم ملامح لمستقبل السودان.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، بدأت التحركات الثلاثية بين السودان – تركيا – قطر ناحية جزيرة سواكن على البحر الأحمر لتصبح البوابة القطرية – التركية لزعزعة استقرار المنطقة، بالاتفاق لتسليم إدارة الجزيرة لتركيا ما يتيح الفرصة لإقامة قواعد عسكرية تركية بالمنطقة، وتقديم قطر الأموال الداعمة للمشاريع بها.

وعقب عزل البشير، تحدثت بعض وسائل إعلامية سودانية عن منح السودان مهلة لنظام تركيا لإخلاء جزيرة سواكن السودانية، وإنهاء العمل بالاتفاقية الموقعة بين الجانبين بشأن الجزيرة.

ويبدو أن الأمر لم يتوقف عند جزيرة سواكن فقط، بل يمتد إلى دعم قطر للأحزاب المتحالفة مع النظام السابق للسودان، ما يفسر المخطط الشرير التي تتباه قطر وأعوانها؛ ما يؤثر سلبا على الأوضاع في ليبيا والقرن الأفريقي ومصر، بحسب تحليل أسماء الحسيني.

مساعٍ لإنقاذ السودان

وقال السفير محمد الشاذلي، سفير مصر الأسبق لدى السودان، إن الموقف مشتعل للغاية في السودان منذ سقوط عمر البشير، ولذلك من المهم التوفيق بين الأطراف المتصارعة هناك.

وأشار الشاذلي إلى أن المجلس الانتقالي العسكري السوداني تقدم خطوات عديدة نحو ثوار السودان مثل عزل واعتقال البشير وإقالة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف من رئاسة المجلس العسكري عندما لم يرضَ عنه المتظاهرون.

ومن جانبه، قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، إن الاجتماع معني بدراسة كيفية إعادة الاستقرار إلى السودان.

وأضاف أن “المطلوب توفير دعم مالي وسياسي للسودان لدعم استقراره، إلى جانب بحث ما هو مطلوب من الدول التي يهمها أمر الخرطوم لكي تساهم في هذا الدعم السياسي والمالي”.

وأوضح الشويمي أنه يجب على الدول تقديم الدعم السياسي للسودان عن طريق وقف التدخلات الخارجية والحديث مع المجموعات السياسية السودانية والشعب السوداني؛ مشددا على أهمية دعم المجلس الانتقالي السوداني لأنه بدون هذا الدعم ستحدث انقسامات خطيرة بالخرطوم.

لينة الشريف – داليا عريان

العين الاخبارية
Exit mobile version