في مُقدِّمتهم حسين خوجلي والطاهر حسن التوم .. مشاهير أثاروا استفزاز الثُّوّار !!

منذ البداية الأولى لانطلاقة شرارة الثورة، كانت الغالبية العُظمى من أبناء الشعب السوداني في الشارع مُعبئين بالعزيمة والأمل لإسقاط النظام، ومرّت الأيام ليصل الأمر حدّته في الشارع العام نظير تلك المُواجهة غير المُتكافئة ما بين المواطن (الأعزل) والقُوّات الأمنية الباطشة التي تملك السِّلاح لتكون النتيجة إهدار كثيرٍ من الدماء والشهداء، لذلك كان من البديهي أن يكون الشارع في حالة هياج وغليان لما تعرّضوا له من قتلٍ وضربٍ واعتقالٍ وتعذيبٍ، ليصبح الهَمّ الأول للجميع هو الثورة والابتعاد عن كل مظاهر الفرح العامّة بإيقاف الحفلات الجماهيرية، من بينها حفلات رأس السنة تأدُّباً واحتراماً لما يحدث في الشارع، باعتبار أن الحصة وطنٌ.

(1)

هناك بعض الشخصيات من المشاهير الذين تعرّضوا لهجوم وسخط شديد ولاذع لمواقفهم السالبة تجاه الثورة والثُّوّار، ليس بمطالبتهم إجبارياً أن يكونوا (مع أو ضد)، بل بسبب مواقف اعتبرها الثُّوّار استفزازية بالنسبة لهم ولثورتهم، ومن بين تلك الشخصيات الإعلامي الشهير حسين خوجلي الذي نال هجوماً مُكثّفاً نسبةً لمهاجمته للثوار، الذين خرجوا إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم عبر قناته، وتم نشر الفيديو على أوسع نطاق وهو يُردّد (نحنا 98% لو طلعنا الشارع وإنتو 2% من شذاذ الآفاق والمُرجفين …إلخ)، ووقتها تعرّض الإعلامي حسين خوجلي لحربٍ نفسيةٍ من الثُّوّار وذلك بالكتابة على جدران منزله بعبارات تهديد بأنّهم له بالمرصاد طال الزمن أو قصر!!

(2)

الإعلامي والمدير العام السابق لقناة سودانية 24 الطاهر حسن التوم تعرّض لهجومٍ شرسٍ جداً من الثوار، وذلك بعد مواقفه الواضحة التي ندّدت بالثورة وصلت حدّ الإقصاء لعدد من العاملين معه بالقناة نسبةً لدعمهم ووقفتهم مع الثورة، هاجت الأسافير ضده بصورةٍ كبيرةٍ حتى وصل الغضب إلى الوصول لقناته وتحطيمها لولا التدخُّل السريع بتأمينها بقوات عسكرية، إلا أنّ الأمر لم يَدُم طويلاً وذلك صباح سقوط النظام، قام الثُّوّار بالوصول إلى القناة و(تشليع) شعارها من الخارج قبل أن يُغادر بعدها الطاهر حسن التوم إلى خارج البلاد في سريةٍ تامّةٍ.

(3)

لم يسلم الفنان الشاب طه سليمان من غضب الثُّوّار وهو من الفنانين الذين لم يُعبِّروا عن موقفهم تجاه الثورة، حيث ظل صامتاً لفترة طويلة، ليقوم بعدها للسفر إلى الهند لتنفيذ بعض المشروعات وإقامة حفلٍ شهد ملابسات مُختلفة، لتكون نهايته مهاجمة طه سليمان ومنعه من إقامة الحفل، واصفين ذلك بأنّ الوطن يمر بمرحلة صعبة، وهناك دماء شهداء لم تُجف من على الأرض، وقتها نفد طه سليمان بجلده بصعوبة في مغادرة العاصمة الهندية إسلام أباد، وبعد وصوله أرض الوطن لم يسلم من الهجوم والنقد اللاذع، إلا أنه ظلّ صَامتاً لم يبدِ أية ردة فعهل تجاه ما حدث.

(4)

الفنانة ندى القلعة نالت أيضاً نصيبها من الهجوم، وذلك لموقفها المُضاد للثورة، بدءاً من غنائها لرموز النظام السابق وتكريمها وإحيائها لحفل رأس السنة، في الوقت الذي امتنعت فيه الغالبية العظمى من الفنانين الغناء في ذلك التوقيت، وتعتبر ندى القلعة من الفنانات اللائي فضّلن الصمت عمّا يحدث، فيما أبدى عدد من زملائها بالمهنة عن مواقفهم الواضحة والصريحة بدعمهم للثوار بتواجدهم في الميدان وبالأغنيات.

(5)

الفنان الشاب حسين الصادق أيضاً نال نصيبه من غضب الثُّوّار، وذلك لأنه آثر الصمت، وأغلب جمهوره من الثُّوّار كانوا في الميدان مُطالبين بنزوله معهم، إلا أنه فضّل الوقوف بعيداً، في الوقت الذي ظلّ فيه شقيقه أحمد الصادق مُؤازراً للثورة بالتواجد في الميدان ودعمهم على صفحته الشخصية بـ “فيسبوك”، وعندما أراد ركوب الموجة بعد انتصار الثورة كما فعل غيره لم يتقبّلوه وتم طرده.

(6)

بالرغم من المكانة الكبيرة والجماهيرية العريضة التي يتمتع بها الفنان والموسيقار محمد الأمين، إلا أنّ ذلك لم يشفع له، عندما أعلن عن إقامة حفل جماهيري كبير في المسرح القومي بأم درمان والبلاد في أوج ثورتها وانفعالاتها ضد ما يحدث من ضربٍ واعتقالاتٍ وقتلٍ، لتتم مُهاجمته هجوماً عنيفاً على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهدّد الجميع بمقاطعة الحفل، الأمر الذي جعله يتراجع عن الفكرة من خلال بيان توضيحي بأنّ الوقت الآن لا يسمح بإقامة حفل جماهيري.

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني

Exit mobile version