تعاطف واسع مع شاب حاول سرقة بنك في المغرب .. والسبب؟

تسود حملة تعاطف مع شاب مغربي حاول السطو على بنك، فرغم أن الشاب كان يحمل سكيناً كبيراً ولم يستسلم إلّا بعد تدخل قوات الأمن، إلّا أن الكثير من المغاربة تعاطفوا معه ووجهوا عدة رسائل للمطالبة بالتخفيف من عقوبته!

تداول المغاربة خلال الأيام الماضية فيديو لتدخل أمني لأجل اعتقال شاب كان يحاول السطو على بنك في مدينة طنجة شمال البلاد. ويُظهر الفيديو الشاب وهو يستسلم بعد حديثه مع الشرطة التي اقتحمت باب البنك. ووفق ما تداولته عدة وسائل إعلام، فقد حاول الشاب، الذي كان مسلحاً بسكين يشبه السيف، إرغام العاملين في البنك على تسليمه المال، لكنه فوجئ بإغلاق الباب عليه، ما جعله يحاول كسر الباب دون أن ينجح في ذلك إلى حين وصول الشرطة واعتقاله.

إلّا أن المبرّر وراء السرقة كان سبباً في تعاطف عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الشاب، إذ ذكر هذا الأخير للشرطة أن والده مصاب بالسرطان، وأنه كان يريد الحصول على المال لأجل علاجه وشراء ما يلزم من أدوية باهظة الثمن. ويقبع الشاب حالياً في السجن، وحددت السلطات يوم 25 أبريل/ نيسان الجاري لأجل البدء في محاكمته.

وقال والد الشاب في تصريح بالفيديو لموقع “اليوم 24” إنه اكتشف إصابته بالسرطان عام 2016، وقد أجرى ذلك العام عملية جراحية، إلّا أن ذلك لم يوقف معاناته، وكان ملزماً بالسفر إلى العاصمة الرباط وشراء أدوية باهظة الثمن، قبل أن تنتهي هذه الأدوية ويعجز الأب عن شرائها أو الحصول عليها من المرافق الطبية رغم استمراره في التنقل إلى العاصمة. وقد كان ابنه الأصغر – الذي حاول سرقة البنك – هو من يساعده في رحلاته بين طنجة والرباط، حيث شهد ما يقع لوالده من إهمال، وفق رواية هذا الأخير.

وتداول العديد من المغاربة تعليقاً موحداً جاء فيه “نطالب ونتوسل لمؤسسة (الشركة البنكية المعنية) أن تتدخل من أجل التنازل عن حقها في المتابعة الجنائية للشاب وتكون سبباً لهذا الشاب في إعادة الإدماج، ونطالب المحسنين المساهمة في علاج والد الشاب من مرض السرطان”.

كما تداول آخرون هذا التعليق: “أناشد مدير الشركة المعنية بالتنازل عن الدعوى والعفو عن هذا الشاب وترك النيابة العامة تأخذ مجراها وِفق الضوابط والأحكام المعمول بها بالنسبة للجاني، سعياً للتخفيف عن هذا الشاب الذي لا حول له ولا قوة.. ولعلمكم أن هذا الشاب ليس لديه أي سوابق عدلية. فالدافع وراء هذا الفعل هو مساعدة أبيه بعد أن ضاقت به الأرض بما رحبت”.

ويتابع التعليق: “مناشدتنا لكم ليس دفاعاً عن الجريمة. لكن من الجانب الإنساني فقط. تكرماً منكم ونحن على أبواب شهر الغفران (رمضان).. أو إذا تكرمتم أن تتكفّلوا بعملية جراحية لوالده. سيكون بذلك السجن أرحم من أن يرى والده وهو على فراش الموت”.

إلا أن العديد من المعلقين رفضوا أن يلجأ الشاب إلى السرقة لأجل تغطية مصاريف علاج والده، ورفضوا بالتالي أيّ حديث عن التخفيف، ومن ذلك ما كتبه أحد المعلّقين: “أنا لست مع تمتيع الشاب بظروف التخفيف. هناك أساليب وطرق أخرى لطلب العون غير السرقة وربما قتل النفس. هذا لا يجوز شرعاً. التعدي على أملاك الناس وحرمات الله لتحقيق أغراض شخصية. إذا كان الأمر كذلك فذلك سيصبح فوضوياً، ومن ابتغى تحقيق غرض فسيسرق ويقتل متحججاً بحاجة ما في نفسه”.

وقد أعلن مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي تطوعهم لمساعدة أسرة الشاب على تحمّل مصاريف العلاج. كما أعلن مشاهير عن توجههم إلى بيت الأسرة لأجل الوقوف معها، وقد فتحت الحالة الصحية لأب الشاب النقاش من جديد حول واقع الرعاية الصحية في المغرب وكمّ المشاكل التي يعانيها المصابون بأمراض خطيرة.

dw

Exit mobile version