يصاب السياح أحيانا إثر زيارة المدن العالمية بأمراض نفسية، منها “متلازمة القدس” وهي حالة نفسية أو بالأحرى انفصال عن الواقع، ترتبط في أغلب الأحيان بالمرور بتجارب ذات طابع ديني.
ويعاني المصابون بهذه المتلازمة من “جنون الارتياب”، إذ يرون ويسمعون أشياء ليست موجودة على الإطلاق، كما أنهم يصبحون مصابين بـ “الهوس”.
وأول من أعلن عن إصابات بهذه المتلازمة هم أطباء من مستشفى “كفار شاؤول” للصحة النفسية في إسرائيل فهم يفحصون نحو 100 سائح سنويا من المصابين بهذه المتلازمة، ويحتاج قرابة 40 منهم لدخول المستشفى.
وحسب بياناتهم يشكل المسيحيون غالبية هؤلاء الأشخاص، ويوجد بينهم بعض اليهود أيضا، بجانب عدد أقل من المسلمين. وكتب الأطباء الإسرائيليون في دورية بريطانية معنية بالطب النفسي أن “متلازمة القدس” هي شكل من أشكال الاضطرابات العقلية، التي تحدث في مدينة تستحضر شعورا بما هو مقدس وتاريخي وسماوي فيشعرون وكأنهم في مهمة مقدسة.
ومن علامات وجود الاضطراب، أن يصبح أولئك الأشخاص مهووسين بفكرة النظافة والطهارة فور وصولهم إلى القدس تقريبا، ما يتجلى في حرصهم على الاستحمام لعدد لا حصر له من المرات، وإلزامهم لأنفسهم بقص أظافر اليدين والقدمين. ويرتدي هؤلاء ملابس بيضاء اللون، يأخذونها غالبا من المفارش الكتانية التي تغطي أَسِرَة الفنادق التي يقيمون فيها. كما يلقون عظات ويرددون مزامير وتراتيل دينية في الشوارع، أو في أي من البقاع المقدسة في المدينة.
وتستمر هذه الاضطرابات النفسية عادة لأسبوع أو نحو ذلك. ويتم علاجهم في بعض الأحيان بالمسكنات وجلسات العلاج النفسي، بالإضافة إلى إبعادهم عن القدس ومواقعها المقدسة.
كما ينتمي المعرضون إلى الإصابة بالمتلازمة عادة إلى أسر متدينة، ويعانون من عدم الانسجام ما بين الصورة المثالية الراسخة في اللاوعي لديهم عن القدس والحقيقة الماثلة أمام أعينهم لها كمدينة تجارية صاخبة وغاصة بروادها، وهو ما يؤدي لإصابتهم بتلك المتلازمة.
سبوتنيك