دعا الممثل المسرحي والسينمائي عمرو واكد المصريين إلى ارتداء الملابس السوداء عند توجههم إلى الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء المقبل على التعديلات الدستورية التي تمنح الرئيس عبد الفتاح السيسي فرصة البقاء في السلطة حتى عام 2030.
وأوضح واكد -في مقابلة أجراها معه الصحفيان المصريان محمد عايش وطه العيسوي ونشرها موقع “ميدل إيست آي” البريطاني- أنه يحاول بدعوته تلك توحيد الشعب المصري من أجل إظهار الرفض الشعبي للتعديلات الدستورية وتوثيق ذلك أمام الكاميرات ووسائل الإعلام.
وقال إنه بهذه الدعوة سيضع النظام في “موقف حرج يصعب عليه عندها تزوير النتائج”، مضيفا أن التوشح بالسواد سيكون بمثابة دلالة واضحة على الرفض الجماهيري و”وسيلة لتأكيد حقوق أطفالنا ووطننا في الحرية والعدالة والعيش الكريم”.
فرصة حقيقية
ووصف واكد الاستفتاء بأنه فرصة حقيقية لإحداث تغيير في المشهد السياسي المصري، وذلك لأن حملة مقاطعة الانتخابات السارية منذ الثالث من يوليو/تموز 2013 (انقلاب الجيش) لم تحقق نتائج ملموسة سوى مزيد من الإخفاق.
وتابع الممثل المصري “لذلك السبب تبنينا طريقة مختلفة هذه المرة، فربما تؤتي أكلها وتمهد السبيل للتغيير المنشود”.
وجاءت المقابلة التي أجريت لصالح الموقع الإخباري البريطاني عقب الزيارة التي قام بها واكد مع زميله الممثل المصري خالد أبو النجا الشهر الماضي إلى العاصمة الأميركية واشنطن.
”
واكد:
التوشح بالسواد سيكون بمثابة دلالة واضحة على الرفض الجماهيري
”
وتصدرت التصريحات التي أدلى بها واكد –البالغ من العمر 46 عاما والمقيم في منفاه الاختياري بأوروبا- عناوين الأخبار لما تضمنته من انتقادات لحكومة السيسي، وهي ما جعلت منه منبوذا وسط مشاهير الفنانين المصريين الذين يدعم معظمهم السيسي.
طردوهما من النقابة
وكانت نقابة الممثلين المصريين قد طردت كلا من عمرو واكد وخالد أبو النجا من عضويتها، بعد انتقادهما العلني للسلطات المصرية إبان جلسة للكونغرس الأميركي استمع خلالها لشهادتيهما.
واعتبر واكد أن جلسة الاستماع تلك وجهت “ضربة قاتلة” للحكومة المصرية؛ لأنهما أظهرا أن المعارضة المصرية للنظام الحاكم تشمل قطاعا عريضا من المواطنين وليس الإخوان المسلمين وحدهم.
ووصف رد فعل الحكومة وأجهزة إعلامها على اللقاءات التي أجراها هو وزميله في واشنطن بأنها “حملة شعواء وأكثر عنفا”، مؤكدا أن الهجوم عليهما “غير مسبوق وبلغ درجات مخيفة جدا من التضليل الإعلامي والدناءة في محاولة لإذلالنا”.
أعداء مصر الحقيقيون
وبدا واكد أكثر إصرارا على المضي قدما في توجهاته، إذ قال في المقابلة إن ما وصفه بـ”حملة التشهير المنظمة” لن تثنيه عن أيّ من مواقفه وأفكاره ومبادئه، ولن تجعله يعيد التفكير فيما يعتقده بأن من يحكمون البلاد يشكلون “خطرا عظيما” وأنهم هم “أعداء مصر الحقيقيون”.
وحمّل الفنان المصري الحكومة المصرية مسؤولية تفشي ظاهرة الإرهاب في طول البلاد وعرضها، بسبب ممارسات أجهزة الأمن القمعية وسياساتها التي يعلم بها القاصي والداني، على حد قوله.
الجزيرة الاخبارية