في خضم الأحداث التي يمر بها السودان عقب اقتلاع نظام الرئيس السابق عمر البشير، كانت هناك اجتماعات ومناقشات ساخنة داخل أروقة التنظيم الدولي للإخوان، وقيادات جماعة الإخوان المصرية، في تركيا وقطر وبريطانيا للبحث عن مخرج لعناصر الجماعة الفارين من مصر، والمقيمين في السودان.
مصير غامض ينتظر عناصر الجماعة الفارين للسودان، ومصير أكثر غموضا ينتظر استثمارات الجماعة المنتشرة في المدن السودانية، والتي تتنوع ما بين مزارع وشركات استيراد وتصدير ومصانع أدوية وشركات عقارية وإنشائية، ومناجم، وشركات تعدين.
وفق المعلومات التي حصلت عليها “العربية.نت” من مصادر مصرية وسودانية، فإن عناصر الإخوان الفارين للسودان يبلغ عددهم نحو 400 إخواني من الصفين الثاني والثالث، يتزعمهم محمد عبد المالك الحلوجي، وتسللوا للسودان عبر الحدود بين البلين، واستفادوا من اتفاقية الحقوق الأربعة الموقعة بين مصر والسودان، وهي العمل والإقامة والتنقل والتمليك، وانضم إليهم عناصر أخرى قادمة من قطر بعد الضغوط التي فرضتها الدول الخليجية على الدوحة في العام 2014.
وتتركز إقامة إخوان مصر في مدن النيل الأبيض وأم درمان فيما تقيم عناصر أخرى ولكنها قليلة في مساكن إيواء وفرتها جماعة الإخوان في السودان لهؤلاء في بعض المناطق بالخرطوم.
من جانبه يرى عمرو فاروق الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي أن الإخوان المصريين الفارين للسودان يعملون بشركات ومشروعات التنظيم الدولي، وتحت إشراف مباشر من محمد البحيري مسؤول التنظيم الدولي للإخوان في أفريقيا، مضيفا أن الجماعة أسست شعبة لإخوان مصر الفارين للسودان برئاسة محمد عبد المالك الحلوجي، تنفصل تنظيميا وإداريا عن شعبة الإخوان المسلمين في السودان برئاسة عوض الله حسن سيد أحمد المراقب العام للإخوان المسلمين.
وقال لـ “العربية.نت” إن العناصر المصرية المتواجدة في السودان من الصفين الثاني والثالث بالجماعة، لكن توجد بعض الأسماء القليلة البارزة بالتنظيم مثل عزب مصطفى ومحمد الشريف ويوسف حربي وعبد الهادي شلبي، مضيفا أنه في العام 2017 تم القبض على مجموعة من عناصر الجماعة وطردهم من مساكن الإيواء التي خصصت لهم، انتقاما منهم لكونهم محسوبين على تيار محمد كمال القيادي الإخواني الذي لقي مصرعه على يد قوات الأمن المصرية وكان مسؤولا بشكل مباشر عن الجناح العسكري للجماعة في مصر.
ويضيف أن التنظيم الدولي وعقب اقتلاع نظام البشير، بدأ في مناقشة مصير عناصر الجماعة في السودان، وتم الاستقرار على إرسال بعضهم إلى جورجيا كمرحلة مؤقتة لحين البحث عن بديل آخر يقيمون فيه، خاصة بعد أن أغلقت الأبواب في قطر وتركيا وبريطانيا أمام استقبال أي عناصر أخرى من الجماعة.
ويشير الباحث إلى أن هناك عددا من عناصر الجماعة محتجزين في السجون السودانية، بسبب وشايات من جانب قيادات الجماعة بالسودان ضدهم، واتهامهم بالتورط في أعمال عنف وإرهاب في مصر وتصنيع المتفجرات، ومنهم قيادي بارز يدعى ياسر حسانين، وهؤلاء مصيرهم سيكون في يد الحكومة القادمة في السودان، إما أن تسلمهم لمصر، أو تتدخل قيادات الحركة الإسلامية في السودان وتقنع النظام بترحيلهم لأي دولة أخرى.
من جانبه يؤكد خالد عكاشة عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب في مصر أن الوقت حاليا غير مناسب لكي تطلب السلطات المصرية من نظيرتها السودانية تسليم عناصر الإخوان المطلوبين أمنيا لها، قائلا لـ”العربية.نت” إن الأولويات الآن بالنسبة لمصر هو استقرار الأوضاع في السودان، والعبور بالبلاد خلال المرحلة الانتقالية للوضع الأمن والمستقر دون عراقيل أو عقبات أو صدامات وعنف.
وقال إن النظام السابق في السودان كان في العام الأخير متعاونا وبشكل جيد مع السلطات المصرية، وكانت هناك تفاهمات حول ضبط الحدود، وتسليم المطلوبين أمنيا، ومنع تسلل المتطرفين والإرهابيين لمصر، مشيرا إلى أن هذه التفاهمات ستستمر بلا شك مع النظام الجديد في السودان باعتبار ذلك من مقتضيات الأمن القومي في البلدين الشقيقين.
الحدث الاخبارية