* احدث المؤتمر الصحفى الذى عقده تحالف قوى الاجماع الوطنى ( مجموعة من السياسيين والناشطين) ربكة شديدة لدى كثيرين خلطوا بينه وبين قوى (اعلان الحرية والتغيير) التى يشكل تحالف قوى الإجماع الوطنى جزءا منها، ولم يسلم من هذا الخلط حتى القنوات الفضائية ومن بينها (الجزيرة والعربية)، التى نقلت المؤتمر على الهواء مباشرة، وتناولته بالحديث والتحليل في نشراتها الإخبارية وبرامجها باعتبار انه مؤتمر لقوى اعلان الحرية والتغيير، ولا أدرى لماذا لم يصحح الزميلان العزيزان (المسلمى الكباشى) مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم، و(سعد الدين حسن) مدير مكتب قناة العربية بالخرطوم، هذا الخطأ لقناتيهما اللتين يعتمد عليهما الكثيرون فى الداخل والخارج في متابعة الثورة السودانية !!
* مع إحترامى الكبير لتحالف قوى الإجماع الوطنى الذى يضم مجموعة زاهرة من السياسيين كان لهم دور بارز في النضال ضد النظام المخلوع، وحقه في التعبير عن رأيه وعقد المؤتمرات الصحفية وغيرها، إلا اننى لم أحبذ إنفراده في الوقت الحالى الذى تكتنفه الكثير من التعقيدات الكبيرة، ولم ينجل فيه الموقف بشكل واضح، بنشاط أحادى وعقد مؤتمر صحفى بمعزل عن قوى اعلان الحرية والتغيير الذى هو جزء اصيل منها، يحدث كل هذه الربكة ويثير الكثير من التساؤلات، وأخشى أن يكون السبب هو عدم تمثيله في الوفد الذى اختارته قوى اعلان الحرية والتغيير للإجتماع بالمجلس العسكرى الإنتقالى، ويتكون من (عمر الدقير، مريم المهدى، صديق يوسف، على الريح السنهورى، محمد ناجى الأصم، أحمد ربيع، أيمن خالد، الطيب العباسى، حسن عبدالعاطى، ومدنى عباس مدنى)، وهى خطوة إيجابية بدون شك أن تقرر قوى اعلان الحرية والتغيير الإجتماع بالمجلس العسكرى والتفاكر بهدوء حول مستقبل البلاد التى تحيط بها الازمات والمشاكل من كل جانب ويحتاج التصدى لها وتخطيها تضافر جهود الجميع، عسكريين ومدنيين!!
* أقول للإخوة في تحالف قوى الإجماع الوطنى ولكافة التجمعات السياسية والحزبية والشعبية والأفراد ــ وأرجو أن يجد حديثى أذنا صاغية ــ بأن الوقت ليس وقت خلافات حول قضايا شكلية، تقود الى شق الصف، وإتاحة الفرصة للمتربصين للصيد في الماء العكر، فلو قامت كل جهة أو مجموعة او فرد بتنظيم نشاط او تحرك فردى في هذا الوقت الحرج، التى لا تزال فيه الدولة العميقة تسيطر على كل شئ في البلاد وأهمها المفاتيح الإقتصادية والمالية التى توفر على الأقل الإحتياجات الأساسية للمواطنين كالخبز والدواء والمحروقات وتواجه فيه البلاد ازمة اقتصادية وازمة سيولة خانقة، وتدهور مريع في قيمة الجنيه السودانى وارتفاع التضخم ونسبة العطالة بشكل غير مسبوق، لغرقت الثورة في سيول وفيضانات الذين قاموا بها، وهو ما حدث لثورات سبقتنا لا بد ان نأخذ منها الدروس والعبر!!
* أجد نفسى هنا، وحتى لا يحدث الخلط الذى كشف عنه المؤتمر الصحفى لتحالف قوى الإجماع الوطنى، إعطاء معلومة موجزة عن قوى (اعلان الحرية والتغيير) وبعض مكوناتها التى تخفى أو تختلط لدى البعض، وهى تضم: تجمع المهنيين السودانيين، قوى نداء السودان (التى تضم مجموعة من الأحزاب على رأسها حزب الأمة، بالإضافة الى بعض الحركات المسلحة)، التجمع الاتحادى المعارض، الحزب الجمهورى، تيار الوسط للتغيير، مبادرة لا لقهر النساء، حركة قرفنا، التغيير الآن، تجمع القوى المدنية، لجان المقاومة السودانية، مؤتمر خريجى جامعة الخرطوم، كونفيدرالية منظمات التجمع المدنى، تحالف مزارعى الجزيرة والمناقل، منبر المغتربين السودانيين، الكيان النوبى الجامع، مجلس الصحة الثورى، المجموعة النسوية المدنية والسياسية (منسم)، الجبهة الوطنية العريضة التى تتكون من مجموعة من السياسيين على رأسهم المحامى على محمود حسنين، تجمع أسر شهداء رمضان، حزب بناء السودان، وتحالف القوى الوطنية الذى يضم مجموعة من السياسيين على رأسهم المحامى ساطع الحاج وكمال بولاد اللذان كانا على رأس المؤتمر الصحفى لتحالفهم بالأمس. هذه هى مكونات قوى اعلان الحرية والتغيير، وتحالف قوى الاجماع الوطنى جزء منها، وليس كما اختلط في أذهان الكثيرين أنه كل قوى اعلان الحرية والتغيير، ولا يقلل هذا من شأنه!!
* أما تجمع المهنيين السودانيين فيتكون من: لجنة المعلمين، لجنة أطباء السودان المركزية، التحالف الديمقراطي للمحامين، شبكة الصحفيين السودانيين، رابطة الأطباء البياطرة الديمقراطيين، تجمع أساتذة الجامعات، نقابة أطباء السودان الشرعية، لجنة مبادرة استعادة نقابة المهندسين، لجنة الصيادلة المركزية، تجمع المهندسين السودانيين، تجمع التشكيليين السودانيين، جمعية اختصاصي الإنتاج الحيواني، تجمع ضباط الصحة، اللجنة المركزية للمختبرات الطبية، تجمع الزراعيين، وتجمع الصيادلة المهنيين. أى انه باختصار شديد يضم معظم القوى المهنية السودانية!!
* إذا أضفنا الى التجمع الاحزاب والتجمعات السياسية والشعبية التى تشاركه في عضوية قوى اعلان الحرية والتغيير، لاتضح لنا أن الغالبية العظمى من الشعب السودانى ممثلة في هذه القوى التى اضطلعت بعبء تنظيم التظاهرات والتجمعات، ولا ينفى ذلك ان كثيرين خارج هذه القوى كان لهم دور كبير في المشاركة في الثورة ونجاحها، وعلى رأسهم ضباط وجنود القوات المسلحة الأحرار الذين وفروا الحماية والإطمئنان للمتظاهرين، وقوات الدعم السريع بمواقفها الايجابية وانحيازها للجماهير، ولولا الجيش والدعم السريع لحدث ما لايحمد عقباه، ولا شك أن وجودهم ضمن متخذى القرار ضرورى جدا في هذه المرحلة المفصلية لحماية الثورة وأمن البلاد والخروج بها من المشاكل المستعصية التى تحيط بها من كل جانب!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة