وتحولت مشاعر المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير المتوقع، إلى الغضب وهتف الكثيرون “تسقط تاني”، بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف “تسقط بس” ضد البشير، كما هتفوا “ما بنبدل كوز بكوز”، في إشارة إلى رفضهم تسلم أحد رجال النظام السلطة.
وكان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف قد أعلن، الخميس، “اقتلاع” نظام البشير واحتجاز الرئيس “في مكان آمن”، وذلك بعد أربعة أشهر من احتجاجات شعبية طالبت بتنحيه ورفض الامتثال لها.
وقال بن عوف في كلمة ألقاها عبر التلفزيون السوداني الرسمي “أعلن أنا وزير الدفاع اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن واعتقاله”.
كما أعلن “تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان”، مشيرا الى أن المجلس سيلتزم “تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية”.
ورفضت قوى الحراك الشعبي في السودان بيان قائد الجيش، معتبرين ذلك “إعادة إنتاج للنظام ولا يعبر عن مطالب الشعب بتغيير النظام بالكامل”.
قوى الحراك ترفض
وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين رشيد سعيد لـ”سكاي نيوز عربية”، إن “ما تحقق شيء ضئيل جدا. لم يكن الهدف إسقاط البشير فقط وإنما إسقاط النظام بالكامل بكافة مؤسساته وهيئاته”.
وفي بيان رسمي، قالت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تضم عددا من الأحزاب المعارضة وتجمع المهنيين، إن بيان المؤسسة العسكرية يعد “انقلابا عسكريا تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها. يسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها أن يسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان”.
ومن جانبه، قال القيادي في حزب الأمة المعارض صديق صادق المهدي لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “ما حدث تغيير محدود جدا لكن لا يزال النظام قائما بمؤسساته وأجهزته التي كانت سببا في معاناته”.
وكانت الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر أكبر تحد لحكمه. وردت قوات الأمن في بحملة عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات.
وحظر البشير التجمعات العامة غير المصرح بها ومنح سلطات واسعة للشرطة عقب فرض حالة الطوارئ في فبراير، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية والهراوات ضد المتظاهرين.
سكاي نيوز