شنت قوات أمن سودانية محاولة جديدة لفض الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع وسط العاصمة الخرطوم، وذلك بعد محاولات أخرى باءت بالفشل إثر تصدي قوة من الجيش لحماية المتظاهرين.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إن قوات الأمن أطلقت الرصاص في الهواء في محاولة جديدة لتفريق آلاف المعتصمين الذين يطالبون بتغيير النظام وتنحي الرئيس عمر حسن البشير.
إلا أن محاولات الأمن المتتالية لم تحل دون تدفق مزيد من المحتجين، إذ أفاد شهود بتوافد المزيد من السودانيين إلى موقع الاعتصام أمام مقر القيادة للجيش، حيث أفيد أن ضباط أكدوا وقوفهم إلى جانب المتظاهرين وحماية اعتصامهم.
وكان عناصر من قوات الأمن أقدموا قبل ساعات على محاولة أخرى، إلا أن جنود الجيش الذين يحرسون الوزارة تصدوا لهم وعمدوا على حماية المتظاهرين وفتحوا بوابات المقر ليكون ملاذا آمنا.
وتحدثت مصادر وشهود عن حدوث تبادل إطلاق النار ما أدى إلى سقوط قتلى بينهم جنديان و4 من المعتصمين، غير أن موقع “سكاي نيوز عربية” لم يتسن له التأكد من صحة هذه المعلومات التي تداولتها أيضا وسائل إعلام.
وتعصف بالسودان منذ شهور احتجاجات صغيرة لكنها مستمرة أطلق شرارتها ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتصاعد وتيرتها في الأيام الماضية.
وتصاعدت الاحتجاجات، السبت، عندما نظم النشطاء مسيرة صوب مجمع في وسط العاصمة يضم وزارة الدفاع وكذلك مقر إقامة البشير والمقر الرئيسي لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
ومنذ السبت الذي اختاره الناشطون لمسيرتهم كي تتزامن مع ذكرى انقلاب عسكري في السادس من أبريل عام 1985 أجبر الرئيس جعفر النميري على التنحي، يعتصم الآلاف خارج المقر.
وقامت قوات الأمن بعدة محاولات لفض الاحتجاج، لكن جنود الجيش خرجوا مرارا لحماية المتظاهرين وأطلقوا في كثير من الأحيان الرصاص في الهواء، ونشروا بعضا منهم في الشوارع حول المحتجين.
وقال وزير الداخلية السوداني، بشارة جمعة، أمام البرلمان أمس الاثنين، إن ستة أشخاص قتلوا في العاصمة الخرطوم خلال احتجاجات يومي السبت والأحد، بينما قتل شخص آخر في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وعلى أثر هذه التطورات، ترأس البشير، مساء الاثنين، اجتماعا لمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالمركز العام، حيث قال في ختام اللقاء إن حفظ الأمن والاستقرار أولوية.
وأضاف، وفق بيان نشرته وكالة أنباء السودان، أن “الشعب السوداني يستحق الطمأنينة”، قبل أن يؤكد أنهم “سيعبرون الأزمة أكثر قوة وتماسكا”، مشيرا “لأهمية استخلاص العبر والدروس من هذا الابتلاء”.
سكاي نيوز عربية