يؤكد علماء في علم الأصوات أن لكل إنسان الصوت الذي يميزه عن أي إنسان آخر ولا يمكن لكائن بشري أن يقلّد صوتاً بشرياً آخر، وأن الأصوات تختلف تبعاً لشكل الألسنة وطول الحبال الصوتية وعمق الجيوب الأنفية، ويرى مختصون أن بصمات الصوت أكثر دقة من بصمة الأصابع لدرجة إمكانية استخدامها في إثبات الشخصية أو كلمات السر بالهاتف، لكن في الواقع أن هناك أشخاصاً يقومون بتقليد أصوات الفنانين لدرجة التطابق أو أقل، ويؤكدون أن لكل قاعدة شواذ، وإن كان من باب الطرفة كما يفعل الكوميديان لؤي محترم، وإن كان من الصعوبة ظهور فنانة تقلد صوت فنانة أخرى.!
(1)
في السبعينيات لفت الأنظار ابن عطبرة الفنان الشاب حينئذ عبد اللطيف عبد الغني، وهو يقدم بمهرجان الثقافة الثالث مع كورال كلية الموسيقى أغنية (ياسلام منك) بصوت يتطابق مع صوت الفنان محمد وردي، وتعاون لاحقاً مع محجوب شريف والدوش وعرف لاحقاً بلقب (وردي الصغير) ثم هاجر لأمريكا وعاد قريباً ليفاجئ الجمهور بذات الصوت المتطابق.
(2)
يؤكد مدير إذاعة ذاكرة الأمة والناقد الفني عوض أحمدان، أن الأصوات تتشابه بدليل أن صوت الفنان هاشم الكابلي يشبه صوت الفنان عبد الكريم الكابلي، وقال في تصريحات لموقع (خرطوم ستار) إنه قد شارك هذا العام في حفل بالإذاعة بأغنية (ضنين الوعد) وأطلق عليه خبراء الأصوات علي شمو ومعتصم فضل وصلاح الفاضل (الكابلي تو).!
(3)
الفنان الشاب أمجد السراج قال في تصريحات لموقع (خرطوم ستار) إنه يعتبر نفسه حواراً لشيخه الفنان صلاح بن البادية، وأنه منذ طفولته ظل يقلد صوته بالمدرسة رغم صعوبة ذلك إلى أن صار يشبهه إلى حد بعيد ونال شرف تقديم الأغنيات في حضرته، ويحمد للفنان أحمد بركات أنه نقل أغنيات عميد الأغنية الفنان أحمد المصطفى لجيل الشباب بعد أن كادت تندثر بسبب تعنت نجله عز الدين الذي منع بقانون الملكية الفكرية الجميع من ترديد أغنيات والده الذي توفي في العام 1999م، مشيراً إلى أنها ستصبح متاحة للكل بعد 50 عاماً أي سنة 2049 وامتلك هو حق ترديدها حصرياً، إلا أن بركات تمسك بالأغنيات التي لم يلحنها عمه العميد وظل يرددها بصوت يشبه صوته متحدياً ابن عمه.!
(4)
واصل الفنان محمد زمراوي مسيرة الفنان أحمد الجابري الفنية وهو يردد (ما نسيناك)، ويقلد صوته ويقدم أغنياته بصوته الجميل، ونال الإشادة أخيراً من الإعلامي حسين خوجلي الذي امتدح أداءه لأغنية سيف الدين الدسوقي مافي حتى رسالة واحدة وسيد الاسم، بينما ظل جمهور فنان الشباب الأول محمود عبد العزيز (الحواتة) يمنعون الفنانين الكبار والهواة من ترديد أغنيات (الحوت)، إلا أن عدداً كبيراً منهم أعطى للفنان حسين حمد الضوء الأخضر لخلافته الفنية لتطابق صوته معه، وصار هو يقلده في كل شيء حتى في حلاقة الشعر ومسك المكرفون ويقول دائماً إن الحوت لا يموت.
(5)
على ذات السياق فشل عدد كبير من أبناء الفنانين الكبار إبراهيم عوض ومحمد الأمين وأبوعركي البخيت والعطبراوي وشرحبيل أحمد والخالدي والطيب عبد الله في تقليد أصوات آبائهم بصورة جيدة تنال الرضا من المستمعين رغم اتجاه بعضهم للغناء، ويستثنى من هؤلاء الفنان محمد خضر بشير الذي ظل يقلد والده في طريقة الأداء بصورة لافتة خاصة أغنية (أيه يامولاي) ويمنع غيره من الاقتراب من أغنياته، بالمقابل فإن تطابق الصوت يتضح أكثر من خلال تجربة الفنان الشاب مسعود فائز، الذي عرف بصوته القريب من صوت جمال فرفور، ولعل الاستعانة به في أغاني وأغاني هذا العام سيعوض غياب فرفور بصوته المشابه له..
صحيفة السودان