“الحقني يا بيه.. زوج واحدة قريبتي عاوز يفضحني.. صورني وأنا نايمة”.. بهذه الجملة استنجدت فتاة برجال الشرطة في قسم شرطة ثان الشيخ زايد بشأن تعرضها لابتزاز من زوج إحدى أقاربها تقيم طرفها، وأنه التقط لها صورا غير لائقة في غفلة منها، ظنا منها أن الأمور ستصب في مصلحتها، دون أن يدور بخلدها ما سيتكشف أمام ضباط المباحث.
العام الماضي حضرت “آمال” من بلدتها بحثا عن وظيفة عمل بـ”قاهرة المعز” معلقة آمالها على مساعدة قريبتها المتزوجة من سائق يدعى “محمد. ي” وشهرته “البربري” يقيمان في شقة بالحي الـ11 بمدينة الشيخ زايد.
اعتادت زوجة السائق الخروج كل صباح بحثا عن الرزق، تتنقل بين المنازل حيث تعمل خادمة لجني المال ومساعدة “رب الأسرة” في توفير احتياجات عش الزوجية، ونجحت في إيجاد فرصة عمل لقريبتها لاسيما تغطية نفقاتها حتى لا تمثل عبئا إضافيا.
منذ حضورها لاحقت نظرات السائق “آمال” وعمد إلى الاهتمام بها وطلباتها ومغازلتها تارة والثناء على جمالها وقوامها الممشوق ليبدأ رويدا رويدا في نصب شباك الحب والغرام للفتاة التي أتمت عامها الثالث والعشرين.
بمرور الوقت بادلت “آمال” زوج قريبتها نظرات الإعجاب، ونشأت بينهما علاقة عاطفية تطورت إلى أخرى غير شرعية تخللتها لقاءات محرمة بينهما في غياب الزوجة التي تخرج في الصباح وتعود مساء منهكة الجسد تبحث عن أخذ قسط من الراحة بعد عناء يوم عمل طويل.
استمرت العلاقة المشبوهة 9 أشهر كاملة دون أن تلاحظ الزوجة، إلا أن الأمر تطور لتبادل العشيقين صورا ومقاطع فاضحة بعضها أثناء ممارستهما الجنس، قبل أن تعصف المشكلات بحالة الوفاق التي كانا عليها، فأتت بما لا تشتهيه سُفن “البربري” و”آمال” والتي طلبت إنهاء تلك العلاقة خوفا من الفضيحة.
كلمات الفتاة العشرينية لم تلقَ قبولًا لدى العشيق الذي حاول إقناعها بضرورة استمرار علاقتهما مهددا إياها بكشف أمرها لدى عائلتها تلك الجملة التي كانت بمثابة ناقوس الخطر لتفكر “آمال” في السبيل للخلاص من تلك المعضلة، فقادها تفكيرها للجوء إلى الشرطة.
منذ 10 أيام حضرت “آمال” قسم شرطة ثان الشيخ زايد، طلبت مقابلة العميد عمرو حافظ مأمور القسم، ولدى دخولها مكتبه انهمرت في البكاء، وروت له تفاصيل مأساتها، وأن زوج قريبتها التي تقيم طرفها يساومها على دفع مبلغ مالي مقابل عدم نشر مقاطع فيديو وصور فاضحة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد مغادرتها القسم، أخطر العميد عمرو حافظ رجال المباحث بالأمر، وشكل الرائد أحمد صبري، رئيس المباحث، فريق بحث يضم الرائد محمد المسلمي والنقيب إبراهيم حسين والنقيب هشام شهاب، وتركزت خطة البحث على فحص البلاغ والتأكد من صحته من خلال تكثيف التحريات من مصادر المعلومات السرية.
مفاجآت عدة كشفتها التحريات أولها أن المبلغة على علاقة غير شرعية بالمشكو في حقه، وأن ثمة خلافا بينهما حدث مؤخرا دفعها لإبلاغ الشرطة وادعاء تعرضها للابتزاز. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت مأمورية من ضبط السائق واقتياده إلى ديوان القسم لسماع أقواله فيما هو منسوب إليه.
“يافندم كله برضاها، ودي فلاشة عليه كل حاجة” قال المتهم إن “آمال” كانت ترسل له مقاطع وصورًا لها عبر تطبيق “واتس آب”، مؤكدا أنه لم يصورها دون علمها، حيث جرى التحفظ عليها أيضا لمثولها أمام جهات التحقيق والتي أشارت إلى وجود علاقة غير شرعية بينها وبين “البربري” قبل أن يهددها بما يمتلك من مقاطع وصور.
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، وأخلت سبيل مقدمة البلاغ “آمال”، وأحالته إلى محكمة الجنح التي قضت بحبسه 6 أشهر، حيث جرى ترحيله إلى محبسه بقسم شرطة ثانٍ الشيخ زايد.
مصراوي