أعلن مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عزمه محاسبة “أولئك الذين يثيرون المزيد من الصراع في ليبيا”، عقب إطلاق خليفة حفتر، قائد قوات الشرق الليبي، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الألماني “كريستوف هويسجن”، عقب جلسة مشاورات مغلقة استمرت ساعتين ونصف، بشأن الوضع الحالي في ليبيا.
مندوب ألمانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، والذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر أبريل/ نيسان الجاري، قال إن الأعضاء أعربوا خلال الجلسة عن “القلق العميق إزاء الأنشطة العسكرية (في ليبيا) ودعوا إلى وقف تحركاتها”.
وأردف قائلا “لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا، ويعتزم مجلس الأمن محاسبة أولئك الذين يثيرون مزيد من الصراع”.
وأوضح “هويسجن”، أن أعضاء المجلس دعوا، خلال الجلسة، جميع الأطراف في ليبيا إلى ضرورة الحوار.
وقبيل بداية الجلسة، دعا المندوب الفرنسي لدى المجلس فرانسوا ديلاتر، جميع الأطراف في ليبيا إلى الامتناع عن التصعيد.
وقال ديلاتر، في تصريحات للصحفيين، “في الوقت الذي أتحدث لكم فيه، فإن قوات خليفة حفتر، تقترب أكثر وأكثر من طرابلس”.
وأضاف: “ندعو كافة الأطراف إلى وقف التصعيد الذي سيأخذ البلاد مجددا إلى الفوضى”.
وأكد السفير الفرنسي دعم بلاده بقوة لجهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومبعوثه الخاص غسان سلامة، الرامية لإنهاء الوضع الحالي وإطلاق زخم سياسي.
وأردف قائلا: “نطالب جميع الأطراف للعمل بشكل إيجابي، ونؤكد على ضرورة عقد المؤتمر الوطني الجامع في موعده باعتباره حجر أساس، مع التشديد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة”.
من جهته قال نائب المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة جوناثان ألن، إنه “يتعين على قوات حفتر العودة لمواقعها السابقة، لأن هكذا عملية عسكرية لن تكون ناجحة بالنسبة لأي طرف”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين قبيل بدء جلسة المجلس الأمن: “دعونا لعقد الجلسة لأننا قلقون للغاية إزاء التقدم نحو طرابلس وسوف نستمع للمبعوث الأممي لنرى ما لديه”.
بدوره أكد مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العيتبي، أن موقف بلاده يتطابق مع موقف أميني عام الجامعة العربية والأمم المتحدة.
وقال في تصريحات للصحفيين: “نطالب كافة الأطراف بضبط النفس والحوار والجلوس إلى مائدة التفاوض”.
والخميس، أطلق حفتر، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد.
عملية حفتر جاءت قبل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس، برعاية أممية، ما أثار رفضا محليا ودوليا.
ومنذ سنوات، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة بين حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.
نيويورك/ محمد طارق/ الأناضول